الموضوع: يوسف وزليخة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
1449
 
رشيد عانين
من آل منابر ثقافية

رشيد عانين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
47

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16150
09-16-2020, 11:10 PM
المشاركة 1
09-16-2020, 11:10 PM
المشاركة 1
افتراضي يوسف وزليخة
يوسف وزليخة
حينما رآها سافرت به الذاكرة إلى تلك اللحظات الجميلة بعين الماضي، القبيحة حاليا، فالمسكين كان قلبه عامرا بالحب، وجسمه مفعما بالحيوية والنشاط كل شيء في عالمه جميل ذلك لكونه كان يعيش لحظة نشوة تجعل القبيح جميلا ويزداد في عينه الجميل جمالا.
كان الضحية هذه المرة يوسف وليست زليخة، صحيح أنه وسيم يسحر بشعره الذهبي المصبوغ كل فتاة تراه لكن معشوقة قلبه تفوقت عليه جمالا ودلالا وعزا وجاها ودراسة، فهي لا تتنازل عن المرتبة الأولى منذ أن دخلت المدرسة والجدير بالذكر أن معشوقة يوسف لا يعرف الحب إلى قلبها سبيلا، فهي مشغولة بدراستها حالمة بأن تكون في المستقبل عالمة.
أما يوسف المسكين فهو لا يتقن سوى صباغة شعره وابتسامة عريضة يزين بها صوره على جداريات الفايسبوك، صحيح أن جماله في الصور آخاذ خصوصا وأنه يتقن فن التصوير لكن ماعدا ذلك فهو خمول كسول فيما يخص دراسته.
تمر سنوات التعليم الثانوي في عين يوسف وكأنها البرق الخاطف، وينقطع عن الدراسة من كثرة التكرار ليجد نفسه وجها لوجه أمام قساوة الحياة ومتطلباتها كل ما يطلبه رغيف خبز يسوقه له القدر دونما تعب أو كلل. لكن هيهات هيهات والحياة متجهمة عابسة في وجهه منذ أن انقطع عن الدراسة وانقطعت حبال ذلك الحب الذي كان بلا معنى ضيع بسببه دراسته ومستقبله. فهو الآن يمضي يومه يخيط الدروب ليس بحثا عن عمل، بل بحثا عن رزق يساق إليه بلا نصب ولا تعب... وبقي الفراغ يملأ يومه وليله حتى وصلت به الغواية إلى امتهان السرقة فكان حظه فيها عاثرا كحظه يوم أحب زليخة قبض على يوسف متلبسا يحاول أن يسرق امرأة والظاهر من خلال التحقيقات أنه قد سبق له أن سرق عشرات النساء.
سيق إلى قبة العدالة وهو مكبل اليدين كما يساق المجرم... يرفع عينيه وإذا به أمام قاضية يتطاير شرر النور من وجهها، وكأنها القمر في الليلة الظلماء، تنادي عليه باسمه فيصعق وقاعة المحكمة غاصة بالناس، ويسود المكان صمت رهيب وكأنه صوت الرعد في قلب يوسف. تنادي عليه القاضية أما عرفتني يا يوسف، وبالطبع فهي لم تنتظر جوابه إذ فاجأته بقولها أنا زليخة، وأنت يوسف... دارت به الأرض تحت قدميه، فسقط ودخل في غيبوبة نقل على إثرها إلى المستشفى.