الموضوع: لوعة مضطرمة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
1868
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.44

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
05-03-2021, 02:42 PM
المشاركة 1
05-03-2021, 02:42 PM
المشاركة 1
افتراضي لوعة مضطرمة
لوعة مضطرمة

ما أطيب ملمسك على شفتي يا محبوبتي، وليس أعذب منه سوى أنفاسك المتسللة إلى الوديان السحيقة في صدري. تقاسيم وجهك المتقدة تذوب لتتسرب إلى متاهات ذاكرتي، وسحائب عطرك تظلل تخوم صحرائي.

ما كنت لأصدق أن في وصالك هلاكي، أو لأكذب موتك اليومي المعلن إرضاء لنشوتي. وإن زعموا أن عناقك يكدر بظلال داكنة ينبوعَ لوعتي وآهاتي، وأن شذى رُضابك يعمي بصيرتي.

ما أطول عشرتنا، و أقل كلامنا. عرفتك صامتة منذ تبرعم بالسواد أعلى شفتي، وصحبتني في ليالي البرد الصامتة وأمسيات الصيف الساهرة، فكنت لي نعم الرفيقة. يؤججك أن تذوي بجسمك المرهف بين أصابعي، وأن أرتشف بشفتيَّ روحك المتجددة. غريب أمرك إذ تصرين على الالتصاق بجسدي كأنك تسابقين زفرات خطواتي. وإذ تحرصين على أن تكوني في حلتك الفاخرة الهشة الأقرب إلى قلبي.

ما صرت قادرا على فراقك، وأنا الأَلوف الشائب. بحضورك تنطلق الأفكار محلقة في سماء هلامية، ويتحرر اللسان فينجلي عن جبل من لآلئ الحروف والكلمات، وترقص الأنامل مختصرة مسافات اللغة. وبغيابك تتلاشى المعاني، وتضيع المفردات، و ترتعش الخطرات.

ما كان حريا بالطبيب أن يحاول التفريق بيننا، وأنت القنوعة، المتوارية بين ثنايا ملابسي في علبتك الحمراء المتأنقة، تنتظرين يدي الحاملة للهب كي تبعث الحياة في جسدك الرشيق الهامد.