الموضوع: الأدب المجري
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 11:48 PM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصائد من الأدب المجري(4)



الأدبُ المجَريُّ كَكُلِّ أدبٍ يَحْمِلُ خُصوصيَّةَ بِلادِه





أثَّرَ الأدب المجَري بالحقب التاريخية التي تعاقبت على المجر وما تبعها من منظومة أفكار وإيديولوجيات وتوجهات. وظل الشعر هو المنعَكَسَ لتلك التطورات. ومن هنا فإن الأدب المجري حاله حال أدب أي أمة، ينضح بفضاء رحب من التجربة الإنسانية جديرة بالدراسة والبحث والاطلاع على مضامينها للوقوف على الخصوصية الثقافية والإبداع الفكري لهذه الأمة. ذلك أنه من المنطقي الإقرارُ بأن الزمن الإلكتروني قد وَحَّدَ النَّاس مكانياً في ظل ثورة الاتصالات؛ إلاَّ أنَّ الأزمنة التراثية والخبرات الحياتية تنتج التباين والتفاوت وثقافات تتفاعل وتتنافس بفعل الاحتكاك والتبادل مع الثقافات الأخرى أو بفعل الديناميات الداخلية لكل ثقافة.





وإذا كان الأدب المجري يحمل خصوصية بلاده فإنه بذلك يقدم دليلاً على خصوصية أدب كل أمة وبالتالي يدحض الدعوات القائلة بالعولمة الثقافية وإلغاء الآخر على الرغم من السعي لفرض بنية تحتية اقتصادية سياسية وعسكرية لن تقوى على إقامة بناء فوقي ثقافي موحد في هذا العالم الذي أثبتت التجارب التاريخية فيه جدوى التنوع والتفاعل الثقافي بين حضارات الأمم والشعوب.





وإذا كانت التطورات السياسية التي شهدتها المجر، من منتصف القرن العشرين وحتى انهيار المعسكر الاشتراكي في تسعينيات القرن المنصرم، قد أدت إلى غلبة الاتجاهات الواقعية الاشتراكية على الأجناس الأدبية فإن التفاعلات التي تعيشها المجر في العصر الراهن وغلبة أنماط إنتاجية واستهلاكية في ظل اقتصاد السوق سوف تنعكس حكماً على بنية الأدب، فإما تسويغاً للراهن وتزييناً له أو نكوصاً للحلم القديم الذي كان يتطلع إلى بناء عالم يسوده العدل والتساوي. وفي كلتا الحالتين سيظل الأدب ملاذاً لكل العواطف الإنسانية والرؤى والأحلام التي تسري في نسيج المجتمع المجري مما يُجَسِّدُ تجربةً متجددة للمهتمين بالأدب العالمي[1].






في هذا المقال سنعرض لاثنين من شعراء المجر المعاصرين،


وهما: الشاعرة (آغنش نمش ناج)، والشاعر (إلمر هورفات).










- - - - - -




[1] مجلة الآداب الأجنبية، العدد: 112، خريف 2002م، السنة: 27، اتحاد الكتاب العرب بدمشق. (بتصرف).

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)