عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2011, 08:36 AM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

بدء الوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :

عن عائشة أم ِّ المؤمنين , رضي الله عنها أنها قالت : أول ما بُدئ به رسول الله

صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم , فكان لا يرى رؤيا

إلا جاءت مثل فلق ِ الصُّبح , ثم حُبب إليه الخلاء , وكان يخلو بغار حراء

فيتحنث فيه - وهو التعبُّد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله , ويتزود

لذلك , ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها , حتى جاءه الحق ُّ وهو في غار

حراء , فجاءه المَلَلك فقال : اقرأ , قال : ( ما أنا بقارئ ) .

قال : ( فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال : اقرأ , قلت ُ :

( ما أنا بقارئ ) , فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني

فقال : اقرأ , فقلت ُ : ( ما أنا بقارئ ) فأخذني فغطني الثالثة , ثم أرسلني

فقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ).

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده , فدخل على خديجة

بنت خويلد رضي الله عنها فقال : ( زمِّلوني زمِّلوني ) . فزمَّلوه حتى ذهب

عنه الروع , فقال لخديجة واخبرها الخبر : ( لقد خشيت ُ على نفسي ) .

فقالت خديجة : كلا والله ما يُحزنك الله أبدا ً , إنك لتصل الرحم , وتحمل الكَل ِّ

وتكْسِب ُ المعدُوم , وتَقْري الضيف , وتعين على نوائب الحق ِّ .

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى , ابن

عم ِّخديجة , وكان امرءا ً تنصّر في الجاهلية , وكان يكتب الكتاب العبراني

فيكتب من الإنجيل بالعبرانية , ما شاء الله أن يكتب , وكان شيخا ً كبيرا ً قد

عمي َ , فقالت له خديجة : يا ابن عم ِّ , اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة :

يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم , خَبَرَ ما رأى .

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى , يا ليتني فيها جذعا ً ,

ليتني أكون ُ حيّا ً إذ يخرجك قومك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أوَ مخرجي َّ هم ) . قال : نعم , لم يأت ِ رجل ٌ قط ُّ بمثل ِ ما جئت َ به إلا

عودي , وإن يدركني يومك أنصرك نصرا ً مؤزرا ً . ثم لم ينشب ورقة أن

توفي وفتَرَ الوحي . متفق عليه .