عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2011, 04:54 PM
المشاركة 6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مرحبا الأخ الفاضل محمد ..
تقول :

لست من المثقفين ولكنني أرى وبكل بساطة



تقول أنك لست من المثقفين ثم تتبعه مباشرة بقولك ( ولكنى أرى ... )

فكيف يستقيم هذا وذاك ..
الرؤية معناها التبصر بدقائق الموضوع الذى نناقشه ودواخله وهى بالطبع لا تتوافر لغير المثقفين ..
أليس كذلك ؟

تقول ..

أن من يكفر الغرب أو يطعن في قيمه عليه أن يعيش عيشة الكهف ويرينا ما هو فاعل


والآن أجبنى ما هى علاقة التقدم الحضاري أو التقنى بالتكفير أو الكفر الإعتقادى ..
ثم إنك تنكر على من يقول بكفر ـ وليس بتكفير ـ الغرب وكأن ليس هذا من أساسيات الدين الإسلامى التى نتلقاها أطفالا فى الكهوف الإسلامية .. أعنى الكتاتيب الإسلامية ..
فهل تراك تنكر ما قرره القرآن والسنة فى هذه المسألة ؟!
ثم تأتى الكارثة وتقول أن البعض منا يكفر الغرب !!
وكأنها ليست عقيدة , وكأن كفر غير المسلمين هو أمر نفعله نحن !! فهل نحن من نكفر غير المسلمين أم هو القرآن والرسالة يا سمىّ النبي عليه الصلاة والسلام ؟!

المشكلة أن قولك هذا وهو معدوم الدليل ومقرون بالخلط الشديد بين أمرين كلاهما له طريق وهو التقدم التقنى والعقيدة , هو أمر تم إفراد الموضوع السابق بأكمله للرد عليه !
فكان ينبغي أولا أن تقرأ الموضوع قبل أن تتصدى لنقد حقيقة هى كل محتوى الرد السابق وليست مجرد فقرة فيه أو فصلا يمكن ألا ينتبه إليه القارئ !
وها هى إحدى أكبر الفقرات التى تم الرد فيها على قولك ..
فنرد عليه من خلال الآتى :
أولا :
حمل الدكتور نبيل فاروق حملة شعواء على ما سماه تكفيرنا للغرب وفى نفس الوقت قام بالإشادة به وبتقدمه العلمى .. إلخ , دون أن يخبرنا ما هى علاقة دين الغرب المحرف سواء كانوا من النصاري أو من الملحدين منكرى وجود الله تعالى , ما علاقة هذا بتقدمهم العلمى؟!
ومنذ متى كان التقدم العلمى والتقنى والحضاري دليلا على التدين أواتباع الدين الصحيح .. وهل يكون مدح التقدم العلمى بإطلاق وصف الإيمان ؟! أم بإطلاق وصف التقدم ؟!
ولو كان هذا واقعا أو منطقيا ماذا نقول فى الإمبراطورية الرومانية التى تدينت بالنصرانية المحرفة واعتبرت المسيح ابن الإله بناء على دعوةبولس الرسول , وكانت واحدة من أعظم إمبراطوريات الدنيا فى عهدها واستمرت لآلاف الأعوام , فهل كانت الإمبراطورية الرومانية مؤمنة وليست كافرة نتيجة لتقدمها العلمى؟!
وماذا نقول فى الإمبراطورية الفارسية المجوسية ـ عبدة النار ـ التىكانت ثانى اثنين فى إمبراطوريات العالم وكانت تقتسم الدنيا مع الرومان؟!
فهل كانت بتقدمها المادى والعلمى مؤمنة وليست كافرة؟!
لو كانت كذلك فلماذا نعتهم الله تعالى بالكفر وأمرنبيه بقتالهم فقاتلهم وحرر الأرض منهم واعتبر دخول أراضيهم فتحا ونصرا مبينا؟!


ثانيا:
لو كان التقدم العلمى لهعلاقة بوصف الكفر , فلماذا قاتل المسلمون الأمم الأخرى ممن هم أكثر تقدما منهم بمراحل حيث كانت بينزطة وفارس فى بداية عهد الدولة الإسلامية دولا عظمى وممالك ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ ,
وكان العرب المسلمون أهل رعى وأهل بداوة وليس عندهم مقدار ذرة من التقدم العلمى ,
ومع ذلك كان المسلمون جازمين بكفر هؤلاء وحاربهم لأجل ذلك دون أنينهاهم أحد بحجة أن الغرب لا يستحق وصف الكفر باعتباره أكثر تقدما علميا منا؟!
ولم يخرج عليهم أحد ـ كالدكتور نبيل فاروق ـ ليقول لهم أنكم معقدون نفسيا وبدلا من أن تشغلوا أنفسكم بوصف الغرب بالكفر حاولوا تقليده فى تقدمه العلمى !!!

ثالثا :
ما هذا الميزان المختل الذى اعتمده د. نبيل فاروق للمقارنة بين الأمتين العربية والغربية , فكيف يمكن أن أقارن بين الأمتين بمعيارين مختلفين, فأعتمد معيار الدين للعرب وأعتمد معيار التقدم للغرب ؟!
أى ميزان هذا الذى يسمح بهذا المنطق المقلوب , ولماذا لم يقارن د. نبيل فاروق بين الأمتين بمقياس واحد وساعتها لم يكن أحد ليعترض عليه أو يتهمه بشيئ إذا قارن بين الأمتين فى التقدم العلمى فيقول ويتغنى بتقدم الغرب علميا كيفما شاء ولم يكن أحد لينكر هذا عليه ,
فيسميه متقدما أو متطورا أو عبقريا .. كما يشاء ويبتعد عن وصف الإيمان وإنكار وصف الكفر !
وإذا أراد المقارنة فى الدين فكان ينبغي أن يجعل المقياس واحدا أيضا فتكون كفة العرب هى الراجحة بالإسلام وكفة الغرب هى الساقطة بالكهنوت ..
أما أن أقارن لصالح الغرب بمقياسين مختلفين فهذا هو الخلط الذى لا يتأتى لقارئ فضلا على مثقف ..

رابعا :
زاد د. نبيل فاروق جدا فى المدح والمديح للحضارة العربية وهو يتناول منها شقا واحدا فقط وهو الشق المادى البحث الذى لا يمكن أن يبنى حضارة بمفرده , فليس على التقدم العلمى وحده تبنى الشعوب بل إن التقدم العلمى واحد من العناصر التى يقوم عليها بناء الحضارة إلى جانب الفقه والفكر والفلسفة
والغرب عندما يتفاخر بحضارته القديمة اليوم لا يتفاخر بالأبنية والآلات بل يتفاخر بفلسفة أفلاطون وأرسطو , لأن الفكر هو المقياس الأبقي للخلود فى التاريخ بينما التقدم العلمى يعمل على رفاهية الشعوب وجعل حياتهم اليومية أكثر سهولة ليتمكنوا من بناء الحضارة التى لا تسقط بالزمن فى الفكر والآداب والفنون ..
وفى هذا الشأن بالذات لم نجد د. نبيل فاروق يتفوه بحرف واحد , ولم يذكر مزية واحدة للحضارة العربية التى ظل الغرب ينهل منها حتى يومنا هذا , لدرجة أن التراث العربي به من المتخصصين الغربيين الدارسين له فى جامعاتهم أضعاف أضعافالمتخصصين فى العرب أنفسهم ,
وهى المسألة التى تحتاج من كل مفكر أن ينبه لها حتى نعرف تاريخنا الذى ضيعناه وفكرنا الذى ورثناه وتركناه للغرب ..
هذا الفكر الإسلامى الخالص الذى أسس لنا قيما وأخلاقا يفتقدها الغرب الآن وتهدد تقدمه بالإنهيار , هذه المبادئ التى طالما حاول نبيل فاروق فى السابق أن يوجه الشباب إليها ويحثهم على التمسك بها باعتبارها معيار الأخلاق الحقيقي فى مواجهة الغزو الفكرى الغربي ؟!
فما الذى غيّرك يا د. نبيل ؟!

خامسا:
فى التقدم العلمى نفسهلم يعترف د. نبيل فاروق بما اعترف به الغرب نفسه ! , ولم يذكر حرفا عن أساسيات العلوم الحديثة فى كافة مجالات الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها والتى تعتبرمكتشفات عربية خالصة أبدعتها ذائقة علماء العرب عبر القرون وصارت عنوانا للحضارة نقلت منها سائر شعوب الدنيا واعترفوا بالفضل لأصحابها دون أدنى تعقيدات ,
وعلى من أراد الزيادة الرجوع لكتاب ( شمس العرب تشرق على الغرب ) ومؤلفته غربية وليست عربية وهى الباحثة زيجريد هونكه


وعليه فالتبادل المعرفي والثقافي بين الشعوب إذا أردنا قياسه يجب أن يكون القياس فى مجمل التقدم فى كافة العصور لا أن نقارن ذلك بمراحل زمنية معينة



أما الطريف بصراحة فهو قولك :

.. إذ لا شك أنك تتفق معي في أنه لا حضارة بلا قيم وكذا من قبيل نكران الجميل أن لا نعترف بالفضل لأهله .. فهؤلاء الذين يكفرهم بعضنا هم الذين قدموا لنا الحضارة التي نعيش في كنفها ونقوم بإنتقادهم من خلالها !! ..



ولم تخبرنا يا ترى ما هو رد الجميل الذى قدمه الغرب للحضارة الإسلامية التى لواء الحضارة طيلة عشر قرون من الزمان ؟!

أولست أنت القائل أن الأخلاق تستدعى الإعتراف بالجميل فى التبادل الحضاري
فماذا كان رد فعل الغرب وهو يرزخ فى عصور الظلام الأوربية وكانت حضارة الإسلامية هى الشمس الهادية للعالم أجمع فى نفس مجال التقدم التقنى ؟!
هل آمنوا به أم حاربوه ؟!
هل كفلوا حتى حرية العقيدة أم أقاموا محاكم التفتيش ؟!
هل تركوا المسلمين فى أرضهم أم ارتكبوا مجازر التطهير العرقي بحق أجيال كاملة استمرت منذ الحملات الصليبية حتى مجازر الصرب والبلقان فى العصر الحديث ؟!
أخبرنا لو تكرمت ...

وفى النهاية .. ما هكذا يتم حساب القيمة الحضارية .. وإنما بالأخلاق فهل ترى للحضارة الغربية أو التقدم الغربي نصيبا من الأخلاق من أى نوع ؟!

ولست أدرى ماذا سيخرج علينا من أفكار فى هذا الزمان والله ..
أرجو ألا يتم احتساب العشرة المبشرين بالجنة من الغرب اعترافا منا بالجميل أيضا !!

دمتم بخير