الموضوع: فعل "ماضي"
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2013, 08:01 PM
المشاركة 10
حيدرالاديب
أديب ومفكر فلسفي عراقي
  • غير موجود
افتراضي الوعي الجمالي في لغة النص الشعرية
تحية طيبة مباركة
العذر حارس الغياب وعذري بعض مشاغل حالت دون العودة لعوالم هذا النص وكما وعدت سأحاول القبض على جواهر هذا النص بما يتحدث هو عن نفسه فالقصيدة البالغة الروعة تخلق إصغائها الخاص وتنتج رؤى نقدية لم يكن النقد ملتفا لها كون الشعر خالق مالم يكن في اللغة وفي علائق اللغة بالشيء وفي علائق الشيء بالشيء ...
قبل الدخول لفضائه التشكيلي علينا أولا بيان اللغة واللغة الشعرية في جسد النص
ثمة اطروحتان توضح كل منهما رؤية مختلفة في الأبداع اللغوي وحركية النص سأحاول بيان صحة وفاعلية أيهما أجدر وأصح في تفسير اللغة والوعي
الأطروحة الأولى
يقول منير الحافظ في كتابه الموسوم (الوعي اللغوي الجمالي في فلسفة الكلام)
((اللغة وعي تعبيري سابق على اللغة من حيت انها منظومة إشارات أو رموز أو تراكيب أو معان وتخضع بحكم بالضرورة الى الارتقاء والامتداد وما دام الوعي يكشف سرانية منظومة العلائق الحياتية بكل أبعادها فطبيعة الحال تخضع اللغة الى مرتهنات تطور منظومة العلائق
فالارتهان توليدي (Engenderment)المعنى في طبيعة نسجه اللغة تتناسل من رحم الوعي والوعي يتناسل من رحم اللغة اذ ان كل منهما يتخلق من جوهر واحد وحسبي ان الارتهان هو القانون الناظم للخلق الإبداعي)) الى هنا ينتهي كلام منير الحافظ
ماذا نفهم من هذا؟ نفهم ان اللغة جهد حركي في نظام اشاري ورمزي ودلالي وهذا الجهد واعي ومقصود داخل اللغة النظام ونستدل من كلام منير الحافظ كأطروحة على فرض صحتها هنا ان اللغة مادامت تخضع لمرتهنات تطور العلائق وان الارتهان توليدي ويكشف عنه الوعي اذن ليس هناك معان موضوعة على الطريق ومهمة الشاعر ان يكشفها كما يقول الجاحظ ... وانما هناك منظومة إشارات ورموز وتراكيب ثابتة من ناحية اعيانها كمفردات تعيش في نظام لغوي خاضع بالضرورة لمرتهنات العلائق ... هذه العلائق لم تكن موجودة وانما يخلقها الشاعر / الأديب / الفنان / المسرحي / المصور / القاص / الناقد / الصحفي / الرسام / الشهيد وهو يقرأ لنا الكون بصيغته / الشاعر/
العلائق هي دوال تتحرك نحو التكامل دون حد لهذا يتنوع الشعور والتركيب والشكل
العلائق هي اللغة الواعية داخل اللغة الثابتة والعلائق تتولد وهي جهد حركي جمالي من المجهول الى المحتمل وهنا المحتمل هو الذي يراهن عليه الشعر ومن الثابت الى المتغير المباغت الصادم وتطبيقا لهذه الأطروحة نرى النص انه
1. استخدم تمطى العمر / الأنين سامر الليل الأنين / هنا استعارات جميلة مختلفة فيزيائية ظاهرة التمطي وباطنية روحية المسامرة ولاحظ الروعة في قمة الألم ولفرط انسه به استخدم سامر
2. المضاجعة بشراسة نذل وهي استعارة الصفة / كذلك ضراوة غاشم
3. دفع حركة الذهن باتجاه القص والرواية في المفردة التجاعيد وهي إحالة سيميائية ومن منظومة علم العلامات في ارجاع الدلالة الى مستفيض تم تكثيفه بالعلامة
هذا التوليد جاء وحسب كلام الشاعر عمر مصلح من (وليدة شعور كثَّف محسوسات عدة، ومواقف، وذكريات، وأماني.) مما يعني الجهد الواعي والحركي لغويا وجماليا وشعوريا وهنا السؤال هل يمكن ان توجد هذه لولا عمر مصلح .. اذن من تأتى للجاحظ انها موجودة وعلى الشاعر اكتشافها ... هل يكتشف الشاعر المه / لغته / موقفه أم يخلقه ويبدعه
اللغة الشعرية أداة تتحرك بفعل الوعي تركيبا ودلالة كأجراء متأخر في الرتبة ظاهرا ومتحد في الباطن في عمق اللحظة الشعرية بفعل الخيال الثانوي وهو يسترجع ويخلق في لحظة رائعة ...
ثانية أقول من هنا تنتمي اللغة والوعي الى جوهر واحد (شعور كثَّف محسوسات عدة، ومواقف، وذكريات، وأماني )
وحين نقول وعي تعبيري سابق على مستوى اللغة لاحظ عنوان النص كأحالة الى عوالم النص ولأنه وعي على مستوى الباطن دفعته الموهبة الشعرية للتجلي شعرا
تحية مرة أخرى حتى موعد الأطروحة الثانية التي تختلف جذريا معطى وأجراءا