الموضوع: فعل "ماضي"
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2013, 11:51 PM
المشاركة 5
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
بداية يسعدني جدا أن افتتح قلمي بهذه الفسحة الروحية وهذا النص الباذخ كي أهب لنفسي شرعية الحضور بين عمالقة هذا الصرح ولأنني أمام نص يحاكم الذائقة ويحاكم فعالية الأداة النقدية ويفتح الشهية للسفر في عوالم اللغة وعوالم الشعرية فعندي اللغة غير الشعرية فللغة شعريتها وللأشياء شعريتها وهنا نرى الإثنين في تعانق واعي ...
ما الذي استوقفني هنا ... هل وقفت لأرشق النص باللغة الوصفية العامة دون تماس مع جمرة النص والسؤال ... أم وقفت احمل النظرة الكلاسيكية في ان هذا حسن وهذا غير حسن ...؟
وقفت لأن هذا النص يحمل موجهات استثارة جمالية وشعرية متلاحقة شعرية دلالية وبعد جمالي وتشكيلي في ستة أفعال تضعك امام بلاغة التركيز الشعري الغير متأثر بالرافد الفرنسي أو الرافد الأنجلو سكسوني ...اية ذلك ان الحكيم الخبير في سورة القصص استخدم في البناء الفني ترادف الأفعال دون ثقل على المتلقي (وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا
فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيۡنِ يَقۡتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِۦ وَهَٰذَا مِنۡ عَدُوِّهِۦۖ
فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ
مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ
مُّبِينٞ ١٥ لاحظ ( دخل / وجد / استغاثه / وكز / قضى / قال / ولاحظ الفاء في الشد الذهني وتراخي المضارع ذهنيا في تعانق اللغة مع التخيل
ما يهمني هنا هو الاستفادة من هذا النص القوي في بيان فضاءه التشكيلي وشكل أداءه وبعده الجمالي وماهية خياله وبلاغته الحجاجية المعاصرة والكشف عنه شعريا وبيان الدلالة المغيبة في المتلقي حينا والظاهرة حينا اخر هنا في يسمى بالدلالة الثانية ...
ارجو ان اكون جديرا بمواكبة هذا النص والعودة لبيان ذلك بعون الله تعالى
اعجابي وتقديري الكبير
حيدر الأديب

دام قلم مداده ماء ذهب، وصاحبه كرار أديب..
يلوِّن النص بفرشاة نقدية لها نعومة أنثى، ويصوغ الجملة بشعرية مترفة، ويتماهى مع المفردة بحس ملحِّن..
تناول البوحَ جذوةً.. وصمَّ عليها الأنامل، بغية الشعور بما اجمتعت عليه محسوساته.
فاشتغل على دوال أبهرتني قرائياً، حيث أكَّد على ثنوية عجيبة.. هي النص اللوني، واللوحة الشعرية.
وهذا عالم لايلجه إلا مقتدر.. خصوصاً بعد أن أشار إلى مسألة موغلة بالدقة.. وهي المواطنة والغزو، بعد أن أشار إلى الـ "أنجلو سكسون"، ثم العودة على موئلنا الثر.. ألنص القرآني المبارك، وربط الفعل بالبناء والتشكيل الجمالي، واستيضاح المُغيَّب في النص.
لله درك أيها الجميل.. تحية لوعيك الكبير، ولك أرفع القبعة حتماً.