عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2021, 12:39 PM
المشاركة 84
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: وبدأت المهمة 🙄


اليوم الخميس 3 يونيو
الجو مشمس ودرجة الحرارة 19

استيقظت مبكرا لأتجه لشارع إجورد رود مباشرة بعد أن اعتذرت بالأمس من صاحب المحل لعدم قدومي بسبب مشكلة تعرضت لها.
التقيت بصاحب المحل، وانتهينا من وضع شروط عقد العمل بسرعة متناهية، فكتابة العقود من صميم عملي مع موظفي شركات الوالد والزوج .
عندما وصلنا إلى خانة الأجرة سألته : كم سيكون أجرته ؟!
أجاب: المبلغ الذي تحددينه سأوافق عليه .
قلت: أي مبلغ؟! أجاب نعم.
قلت له: ما رأيك ننادي يوسف هو الذي يضع المبلغ الذي يناسبه؟!😍
أجاب: لا أرجوك، أخاف أن يطلب أجرة تفوق مدخول المحل .😭
قلت: لا بأس، فقط سأسأله سؤالا لا يتعلق بأجرته وأعود إليك.
الرواتب أسبوعية في الدول الأوروبية وليس لديّ علما ما إذا كانوا مستمرين على هذا النظام وعلى ضوء ذلك تحدثت مع السيد يوسف:
كم أجار شقتك يا يوسف ؟ أجاب 250 باوند، وكم تحتاج ما يسد مصاريفك أسبوعيا؟ أجاب: 150 باوند
عدت أدراجي لصاحب المحل: هيا نكمل العقد .
قلت له سأسألك سؤالا ولك مطلق الحرية في الإجابة أو الامتناع.
كم مدخولك في الشهر تقريبًا؟
أجاب : 5000 باوند
قلت له : يناسبك 10% تصرفها للسيد يوسف (كأجرة معتمدة) كأجرٍ مُعتَمد؟
500 باوند بواقع 120 باوند أسبوعيا
توقعت أن يعترض، بدأت بـ 500 باوند حتى نصل في النهاية إلى 400 باوند وإذا به يردد كلامي: الحياة غالية جدا ولن يكفيه هذا المبلغ، ظننته يسخر، وإذا به جاد في كلامه، ولكنني تمسكت بالـ 500 باوند فقط لا غير .
وسألته عن كيفية استلام أجرته، هل سيكون كاش أم استقطاع؟ فضل الاستقطاع الأسبوعي .
هنا ناديت على يوسف وقرأنا سويا شروط العقد الذي يلزِمه بالحضور يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى التاسعة مساءً، عدا يومي السبت والأحد، حيث يكون العمل يوم السبت من الساعة التاسعة حتى الرابعة عصرًا، والأحد إجازة رسمية، وأن يتعامل مع الزبائن بكل احترام، ولا يخلق المشاكل ويستلم البضاعة إذا لم يكن صاحب المحل موجودًا ويوقع بالاستلام بعد أن يتأكد من كميتها في الفاتورة وفي الواقع، ويقوم بتنظيف المحل قبل إغلاقه، وله الحق أن تكون له فترة لتناول الغداء ومدتها نصف ساعة، و يتقاضى راتبا أسبوعيا بمبلغ 120 جنيها استرلينيا مقابل عمله.
هل تقبل يا يوسف؟ خنقته العبرة وأومأ برأسه ووقّع العقد باسمه.
نظرت إلى ساعتي، أمامي ساعتان لبدء الدورة، استأذنت صاحب المحل بمرافقة السيد يوسف إلى أقرب بنك بعد أن علمت منه بأنه لا يملك حسابا بنكيا .
خرجت من المحل برفقة يوسف وأثناء الطريق لمّح لي أن هناك أمرًا ما لابد أن يخبرني به، سألته: (فيمن) بمن يتعلق الأمر؟!
أجاب بصاحب المحل.
يا يوسف سأسدي لك نصيحة لله، انتبه لوظيفتك وتذكر كلامي
لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم.
لا تحاول أن تنقل مايدور في المحل إلى الخارج، احتفظ بالسرية، أستر على ما تواجهه. ولم أترك له مجالًا ليغتاب صاحب المحل .
أكملنا سيرنا إلى البنك وانتهينا من فتح حساب خاص له واستلمنا ورقة منهم بالآيبان حتى يسلمه يوسف لصاحب المحل ويتم تحويل أجره عبر حسابه الشخصي،وأكدتُ عليه بأن يحتفظ بنسخة عقد العمل في مكان آمن .
عاد يوسف إلى عمله وتوجهت إلى مقر الدورة، وفي قرارة نفسي كانت بي رغبة لمعرفة ما رآه يوسف، لأن صاحب المحل أخبرني بالأمس بأن هناك أمورًا أجهلها، ومن حقي أن أعرفها، ولكن لن يكون يوسف سببا لتوصيل ما أجهله من أمور تتعلق بي شخصيا أو بصاحب المحل .
عدم رغبتي بسماع الموضوع من يوسف بالذات، حتى لا يعتاد نقل ما يدور حوله، بل يحافظ على السرية حتى يستمر بوظيفته، ولا يتعرض للمشاكل.
هنا انتهيت من موضوع يوسف لله الحمد رنّ الهاتف ، الرقم من مقر عملي في الكويت، لم أردّ لضيق الوقت، على أن أجيب عليهم بعد الانتهاء من الدورة.