الموضوع: ادجار الن بو
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2014, 01:17 PM
المشاركة 58
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حفلة الموت الدموي التنكرية - قصة مترجمة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة حفلة الموت الدموي التنكرية - من كتاب القط الأسود وقصص أخرى لـ إدجار ألآن بو
عن عدن الغد

حفلة الموت الدموي التنكرية - قصة مترجمة
لقد َقتل آلاف من الناس وكان أشد فتكا من غيرة ، و كانت الدماء هي غايته من هذا القتل وطابعه المميز، أما الآلام المبرحة فكانت وسيلته في تعذيب ضحاياه ، فقد كان يأتي بغتة و دون سابق إنذار و يقفز فوق جسد ووجه ضحيته ممزقا إياه إربا إربا ، و كانت من أهم أعراض ظهوره هو النزيف الحاد ، فلا يكاد يظهر هذا النزيف حتى يفقد الأمل في إنقاذ الضحية.

كان الأمير بروسبيرو يتمتع بالثراء و الشباب كما كان شجاعا و حكيما ، و لكن عندما قُتل الكثير من شعبه ، قرر أن يجمع حوالي ألف من السيدات واللوردات في قلعته الكبيرة و المحصنة و كانوا جميعهم من الشباب الأثرياء ذوي النفوذ، و كانت هذه القلعة الضخمة محاطة بالكامل بحائط يستحيل اختراقه و توجد بهذا الحائط عدد من البوابات الحديدية الضخمة وبعد دخول جميع النبلاء المدعوون إلى القلعة تم إغلاق جميع البوابات المحيطة بها بإحكام وتم التأكد من عدم إمكانية فتحها مرة أخرى. أما بقية أفراد الشعب من الفقراء و المعدمين كان محظور عليهم الدخول إلى القلعة، كما أنهم مسئولون عن حماية أنفسهم. و كانت القلعة- حينها- محصنة تماما بحيث لا يستطيع أحد الدخول إليها أو الخروج منها. كانت القلعة مزودة بالمؤن و الحماية من ذلك القاتل الخطير. و كان من السخف - بعد الآن- الشعور بالخوف والقلق بعد كل هذه التدابير المتخذة.

و قد خطط الأمير للعيش بسعادة داخل قلعته الحصينة ظنا منه أنه بمأمن. و كان في القلعة العديد من الممثلين و الموسيقيين و العديد من السيدات الجميلات التي ينتمين للطبقة الراقية ، كما كان هناك الكثير من الشراب حتى تكتمل متعتهم. و لكنه كان هناك....... كان الموت الدموي خلف أسوار القلعة. و استطاع أن يتسلق و أن يصل قمة القلعة في الوقت الذي دعا فيه الأمير العديد من الأصدقاء للحفلة التي أقامها داخل القلعة و كانت من المفترض أن تكون من أجمل حفلات السنة التي عودهم عليها الأمير، و كانت عادةً حفلة تنكرية تُرتدى فيها الأقنعة بحيث لا يعرف المدعون بعضهم بعضا.

وقد تم إعداد سبع غرف و تأثيثها تأثيثا فاخرا للحفلة ، كل غرفة كان قد تم طلائها بلون مختلف عن الأخرى كما تم طلاء النوافذ بلون متناسق مع لون الغرفة التي توجد بها، فكانت الغرفة الأولى مطلية باللون الأزرق أما نوافذها فكانت بلون بحري ، أما الغرفة الثانية فكانت باللون الأرجواني و كانت نوافذها متناسقة معها، و كانت الغرفة الثالثة مطلية باللون الأخضر و الرابعة باللون الأصفر و الخامسة ذات لون برتقالي وكانت الغرفة السادسة مطلية باللون الأبيض ، أما الغرفة السابعة فكانت غريبة فعلا ، كانت كلها مطلية باللون الأسود الفاحم كما أن نوافذها لم تكن متناسقة معها بل كانت مختلفة ، كان لونها أحمر قاني ، كان مثل لون الدم تماما. كما لم تكن هناك أية أضواء في أي من تلك الغرف، و لكن كان يوجد العديد من المشاعل خارج نوافذ كل غرفة التي اخترقت أشعتها الغرف مكونة حزم ضوئية غريبة و لكنها براقة. و لكن كان الوضع مختلف في الغرفة السابعة، فكانت الحزم الضوئية - التي اخترقت النوافذ الحمراء بلون الدم- ذات شكل رهيب و مفزع، و كان معظم المدعوون يشعرون بالخوف و الرهبة من الدخول إلى تلك الغرفة.

كانت هناك ساعة حائط خشبية سوداء كبيرة الحجم في الغرفة السابعة ، و كانت مثبتة في الجهة الغربية من الغرفة، و مع مرور كل ساعة كانت تلك الساعة تدق جرسا ذات صوت موسيقي قوي مفزع مما يجعل الموسيقيون يوقفون عزفهم للاستماع لذلك الصوت الرهيب الذي تصنعه تلك الساعة الغريبة كما كان الراقصون يوقفون رقصهم بنوع من الرهبة ، و كان هناك قليل من التوتر يحدث كلما دقت أجراس تلك الساعة. و بعد أن دقت الساعة دقتها في الليل، بدا المدعون بالابتسام و بعدها نظروا حولهم و اتفقوا على أن لا يجعلوا من جرس تلك الساعة أن يوقف عزفهم و رقصهم في الساعة القادمة ، و لكن بعد ساعة أخرى كان هناك توتر مرة أخرى لسماعهم الرنين الرهيب الذي تطلقه تلك الساعة الغريبة. و لكن و بالرغم من ذلك فقد كانت الحفلة التنكرية بهيجة، و كانت السيدات ترتدي ملابس تنكرية رائعة الجمال و في الوقت نفسه كانت غريبة و كذلك كان الحال بالنسبة لملابس النبلاء ، و كان بعضهم يرتدي ملابس تنكرية بهيئات رهيبة و كان البعض الأخر ذا هيئة تنكرية مثيرة للغثيان و الاشمئزاز ، و كان النبلاء و السيدات بملابسهم التنكرية أثناء رقصهم يمرون بالغرف السبع و كانوا يتمايلون حسب الموسيقى الصاخبة و كان من الملاحظ بأنه عند حلول الظلام يتناقص عدد الراقصون باتجاه الغرفة السابعة السوداء المضاءة بالأشعة الحمراء الدموية.

دقت الساعة معلنة منتصف الليل ، و بعدها توقفت الموسيقى و الراقصون و كان هناك شعور بعدم الاطمئنان بين المدعوون جميعا ، و قبل أن تدق الساعة الثانية عشر ليلا بقليل ، شاهد بعض الراقصون هيئة غريبة متنكرة لم يرها أحد من قبل و جعلت المدعوون يتهامسون عليها و بعدها بدأت صرخات المدعوون المليئة بالخوف و الرعب ترتفع. كانت تلك الهيئة الغريبة طويلة و نحيلة و كانت مغطاة من قمة الرأس إلى أسفل القدم بكفن ابيض ، و كأنها لشخص ميت ، و كان رعب المدعوون ليس فقط بسبب تلك الهيئة البشعة و لكن أيضا لأن تلك الهيئة الغريبة كانت تقلد في حركاتها حركات الموت ، كما كان الكفن ملطخ ببقع حمراء قانية مثلها مثل الدم مما زاد من بشاعة المنظر. امتقع وجه الأمير بروسبيرو بالخوف و الغضب في آن واحد بمجرد أن وقعت عيناه على تلك الهيئة الرهيبة ، صرخ قائلا بغطرسة و غضب " من يجرؤ على إفساد حفلتنا وإخافتنا على هذا النحو؟" ثم التفت إلى أحد الخدم آمرا " اقبض علية ، و انزع عنه قناعه هذا لنرى من هو ، و نعدمه في الصباح الباكر" ، في هذا الوقت كان الأمير يتكلم و هو في الغرفة ذات اللون الأزرق، و بمجرد أن تحرك بعض الخدم نحو تلك الهيئة الغريبة لم يجرؤ أحد على أن يمد ذراعه حتى يميط اللثام عنها أو حتى يمسكها ، بدأت تلك الهيئة الغريبة بالتحرك - دون أن يعترض طريقها أحد – مارا بالأمير و من ثم الغرفة الزرقاء فالغرفة الأرجوانية فالخضراء فالصفراء فالغرفة البرتقالية و من ثم إلى الغرفة البيضاء دون أن يجرؤ أحد على اعتراض طريقها .

جن جنون الأمير ، فأندفع مسرعا مارا بالغرف الست شاهرا سيفه ، و بعدها و صلت تلك الهيئة الغريبة الغرفة السابعة السوداء ، و فجأة التفتت باتجاه الأمير وسارت نحوه ، و كانت هناك صرخة مدوية و سقط سيف الأمير أرضا ، وبعدها مباشرة شوهد الأمير و هو صريعا بجانب سيفه ، شعر المدعوون بالحزن و الغضب الشديد لمقتل أميرهم فالتفتوا باتجاه تلك الهيئة الغريبة و قفزوا جميعهم قفزة واحدة باتجاهها ، و قاموا بنزع قناع تلك الهيئة و تمزيق ثيابها لمعرفة ما بداخلها ، و لكنهم تراجعوا مذعورين ، فلم يكن بداخل ذلك الكفن و القناع شخصا أو شيء ما. حينها أدركوا بان زائرهم هذا كان هو الموت الدموي ، فقد تسلل إلى الحفلة في تلك القلعة التي كان يعتقد بأنها حصينة ، و كانت تلك الساعة الرهيبة تدق أجراسها كل ساعة ، و بعدها انطفأت المشاعل الموجودة خارج الغرف السبع و حل الظلام الدامس جميع أركان القلعة وعندها بدا الموت بقتل المدعوون واحد واحدا. لقد انتصر عليهم جميعا.
ترجمة د/ طارق علي عيدروس السقاف كلية التربية/صبر/قسم اللغة الإنكليزية