الموضوع: الحاج
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
6009
 
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي


طارق أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
261

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
الســـــــــــــــــــودان

رقم العضوية
9559
03-19-2011, 06:00 AM
المشاركة 1
03-19-2011, 06:00 AM
المشاركة 1
افتراضي الحاج
الحاج
قصة قصيرة

لبيك اللهم لبيت .. لبيك لا شريك لك لبيت .. إن الحمد و النعمة لك و الملك.. لا شريك لك لبيت .. ظلَّ لسانه يرددها .. و نفسه تقول له : أهي لبيت أم لبيك ؟!. لا يهم الأعمال بالنيات .. هي المرة الأولي التي أحج فيها إلي البيت المعمور ..و لن تكون الأخيرة..و الجميع عمال و موظفون إحتفوا بسفري .. أعلم أن منهم من تملقني .. و منهم من تقرب الي بالهدايا .. فأنا المسؤول عنهم و راعيهم ..و آهٍ ثم آهٍ من راعيهم !!.و هل من راعٍ في هذا الزمان إلا غاشاً لرعيته .. سمعت قبل سفري من احد رجال الدين- بالتلفاز – أن الحج يكفر كل الاثام .. عسي أن يكفر عن ظلمي لهم ..
لبيك اللهم لبيت .. لبيك لا شريك لك لبيت .. ويمضي الحج وتمضي أركانه ..ثم أرآني قافلاً إلي بلادي و إلي عملي و إلي ظلم العباد.. الحياة خضرة جميله ..
- مبروك ياحاج... حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً .. ومن قائلٍ : بركاتك يا حاج .. وتمضي بي أيام الدنيا كدأبها .. الشمس تشرق لتغيب آخر النهار .. والليل يأتي في آخر النهار ليسفر عن صبح جديد.. وكدأبي ظالماً غاشاً .. لا أرعوي لنصح ناصح ..ولا أصغي لقول واعظ ..ولا أرتدع .. حتي الموت لم يعظني ..
من عرق رعيتي وجهدهم أمتلك أفخر السيارات وأرتدي أفخر الثياب .. وآكل أطيب المأكولات .. وأمتلك قصراً وحديقة .. أما المحال التجارية : فحدًث ولاحرج.. ولي من البنين ما يسد عين الشمس نجاحاً وفلاحاً .. الدكتورة (سهام) أكبر بناتي درست بأفضل الجامعات وتخصصت في علم الأحياء الجزيئيه وزوج لأبن المحافظ الذي يمتلك عمارتين في أرقي الاحياء السكنية ولها من الأبناء : بنتين وولد .. (حسام) ولدي الأكبر يعمل مديراً لمصلحة الأراضي وهو في سن الشباب و زهوه .. متزوج من إبنة المحافظ .. ويملك ما يملك من أراضي زراعيه وسكنية وعقارات .. وله من الأبناء : ولد وبنت.. (تامر) ولدي الثاني.. طالب بالجامعه وله علاقات كما للشباب في سنه .. قبل أيام عالجت مشكلته مع زميلته التي تزوج منها عرفياً ودفعت لأبيها مبلغاً من المال نظير سكوته عن إبني .. ولكنه لم يرتدع إذ قام بخلق علاقة مع فتاة أخري نتج عنها طفل .. مما دعاني لتزويجه من تلك الفتاة .. ريم إبنتي الصغري وأخر العنقود وأجمل من في البيت.. طالبه في المرحله الثانوية .. ثم أخيراً لم أحدثك عن زوجتي ..و آهٍ ثم آهٍ من زوجتي (ساره) أم أبنائي .. وهي كما قال الشاعر: ( رنا ظبيٌ ولاح شقائقٌ وغني عندليب).. ثم ماذا بقي من متع الحياة لم أنله ..
وتمضي الحياة بي رضية سخية .. وذنوبي تنمو معي حتي أجدني قد مت و أقيمت لي المآتم ..( ننعي إليكم رجل البر والاحسان وكافل الايتام.... و..... و......) ودبجت في تأبيني القصائد .. و أنا في القبر ووحشة القبر يصفعني ثعبان يقال له (الأقرع ) فأصيح من فرط الألم من أنت ؟؟ فيقول لي: أنا مالك أنا جاهك .. وألوان من العذب أخري .. ويمتد بي الألم إلي أن يشاء الله ويأذن بقيام القيامه .. وينصب الميزان بالقسط .. وأجدني بين يدي الله وملائكة الحساب تحيط بي .. فأُسألُ عن مالي من أين إكتسبته و فيما أنفقته ؟؟ فيتلعثم فمي وترجف شفتاي .. وتجيب جوارحي بأنه مال فلان وفلان .. وإنتزاع حق فلان وفلان و...و....و...وإني أنفقته في بناء العمارات والأراضي الزراعيه وتسخير البشر لأغراضي الشخصية..
وأُسألُ عن شبابي فيما أنفقتهُ فيتلعثم فمي مرة أخري وترجف شفتاي ويجف حلقي .. وتجيب جوارحي في ظلم العباد وإنتزاع حقوقهم و أكل المال الحرام و أكل مال اليتيم .. وأنا في زروة وجلي أصيح : يارب قد حججت إلي بيتك الحرام وشاركت في أعمال البر و الإحسان .. فتجيب ملائكة الحساب : فعلت ليقال عنك قد فعل .. وقد قيل ..
فجأة أجد حولي أناس كثرُ كل منهم يصيح مشيراً نحوي : (يارب هذا ظلمني ..يارب هذا أخذ حقي .. يارب هذا هتك عرضي .. يارب ... يارب ... يارب ...) فيأخذ من حسناتي ويدفع إلي كل من هؤلاءِ حتي تنفد حسناتي ..و إمرأة تصيح: (يارب هذا ظلمني وزوجي) .. وتجيب ملائكة الرحمن : أيتها المرأة لم يتبقي من حسناته شيئاً يدفع إليك .. فتقول المرأة : يارب خذ من ذنوبي وزد علي ذنوبه .. كذا تربو ذنوبي بعدما أفلست من الحسنات .. وتصيح ملائكة الحساب : خذوه الي جهنم مدحورًا .. فتسحبني ملائكة العذاب من ناصيتي ودبري.. وأنا أصيح من فرط الالم .. عندها تقول زوجتي التي تنام الي جانبي والتي أيقظها وأفزعها صياحي : قل بسم الله .. ماذا بك ؟!!
فأجيبها :حلم فظيع يا زوجتي .. ناوليني كوباً من الماء0