عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
5400
 
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي

خا لد عبد اللطيف is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
80

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2006

الاقامة

رقم العضوية
2006
01-19-2013, 03:45 PM
المشاركة 1
01-19-2013, 03:45 PM
المشاركة 1
افتراضي كتابي الأول ـ كيف عشت تجربة الصدور؟
" كتابي الأول ـ كيف عشت تجربة الصدور الأول?

كان الوقت صيفا من شهر غشت2010 حين رن هاتفي الخلوي،ولما فتحته تسلل عبر مسامعي صوت أنثوي رخيم،لتقول لي المتكلمة:
ـ الأستاذ خالد عبداللطيف.
قلت لها نعم.
قالت لي : انني أكلمك من وزارة الثقافة مبروك عليك يا أستاذ.
خفق قلبي بشدة،ولم تمنعني الفاجأة من معرفة الخبر السار.
قلت لها مبروك على ماذا?
ردت بابتسامة عريضة،لقد وافقت مديرية الكتاب بوزارة الثقافة على طبع روايتك الأولى" أسوار الظلام"
شكرتها بحرارة وبأدب عن اللزوم،على التواصل أولا،وعلى الخبر السار ثانيا.
وواصلت مكالمتها قائلة:
ـ ٳذا كان بمكانك المجيء لمديرية الكتاب قصد التوقيع على العقد بينك وبين السيد وزير الثقافة.
انتهت المكالمة،لحظتها أحسست بمخاض غريب،وتحركت أحشائي بشكل عنيف،خلت معها أن ساعة الطلق قد حانت،وظلت مسام عروقي مشدودة لدرجة انقباض وتوتر زائدين.
ومن الصدف العجيبة،أن ٳعلان وزارة الثقافة المبدئية على طبع روايتي،تزامن مع ولادة ابنتي"دعاء" ومن الفرحة حملتها مجددا بين ذراعي،وقلت لزوجتي مبتسما:
" هذه المولودة هلت علينا بالسعد والهناء،وقدومها حمل معه البشارة والفأل الحسن"
أعددت العدة للسفر الى العاصمة الرباط،بعدما انتقيت بذلة تليق بهذا الحدث التاريخي ٳن صح التعبير.وفي الحافلة تراقصت بداخلي رؤى حالمة عن نجومية مفترضة،وشهرة مقبلة،لن أصدق أحداثها ٳلا بعد صدور روايتي وملامسة دفتيها وحواشيها.ومع وعد الوزارة بطبع روايتي تحول يقيني الى شكوك،لأن الكاتب أو المبدع موعود بالخيبات والنكسات ،ولأن مكر الزمن علمني ألا أثق في الوعود ٳلا بعد انجازها.
هنا في العاصمة،كانت المكاتب شبه خالية،قابلتني موظفة يتيمة كأن مديرية الكتاب خاوية على عروشها.
أنجزت العقد،ووقعت عليه،ومنحتها صورة شمسية حديثة،وقرص يتضمن روايتي" أسوار الظلام"،وبعدها قالت لي "سنتصل بك فيما بعد.
وفي انتظار الذي يأتي أو لا يأتي،لازمتني هواجس وكوابيس متصلة،لم أعرف كيف أتخلص منها?
وفي شهر دجنبر نودي علي من طرف مديرية الكتاب،لتصحيح الرواية ومراجعتها،وفي أحد المقاهي بالرباط رفقة ٲبي قمت بتصحيحها.وسلمتها لهم.وعدت أدراجي بعدما أكدوا لي أن روايتي سأجدها مطبوعة في شهر فبراير بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء في دورته السابعة عشرة2011،وساخذ نسخة منها،وبعدها سأحصل على ثلاثين نسخة.منذ ذلك التاريخ،وفي انتظار تنظيم المعرض،لازمني الأرق والسهاد،وبدأ الوقت يمر ثقيلا وبطيئا كسلحفاة ثخينة،حتى بدأت أشك أن الزمن يتواطأ مع جهات خفية ضدي.ويحيك ضدي المؤامرات .وعلى طول الخط كانت عائلتي تتابع حماسي ،وقلقي وانتظاراتي عن قرب،وتشجعني ،ومن أعماقها تدعو لي بالتوفيق والنجاح.
مات الانتظار،وحل معرض الكتاب،ومن ايطاليا جاء أخي جمال،لكي يشاركني الفرحة،وننتشي معا بصدور الكتاب،كنا أول من يضع أقدامنا في المعرض،سألنا عن رواق وزارة الثقافة،كانت عيوني مفتوحة أكثر من اللازمة، واتسعت حدقتي،وخفق قلبي،قرأت العناوين بنهم كبير،لكن كتابي لم يكن بين الاصدارات،سألت موظفا بمطبعة المناهل،فطأطأ رأسه وقال لي: ٳن كتابك لن يصدر الا في العام المقبل 2012 .ساعتها علمت أن شكوكي كانت في محلها.فوعود الوزارة تحولت الى أوهام عقيمة،وخيالات سوريالية،وأكاذيب عرقوبية.لم أبتلع طعم الهزيمة،فأمطرت مديرية الكتاب بالبيانات والبلاغات مستنكرا ومنددا ومحتجا وناقما على وضع ثقافي مزري.لم يعد هناك ما أخسره مادام كتابي الأول قد دخل طي النسيان،ودق في مضامينه اخر مسمار يأس،ونقل الى مثواه الأخير.
وللا شارة فقد وضعت عملي الروائي بمديرية الكتاب في صيف2009 ولم يكتب له الصدور والطبع ٳلا في فيراير2012 أي حوالي ثلاث سنوات من الانتظار والمعاناة .
أتممت صبري،وتمسكت بخيط أمل أوهى من بيت العنكبوت،حتى حلول المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء(الدورة الثامنة عشرة) هناك رأيت روايتي بألوان زاهية، وغلاف صممه فنان تشكيلي ماهرله مني جزيل الشكر،لمست المولود الأول،أو باكورة أعمالي الأولى كما يقول النقاد،عانقته،شممت رائحة المطبعة النفاذة كانت بالنسبة لي أشهى من رائحة الشواء،ضممته بقوة،تحسست جنباته،خيل ٳلي أنه يبتسم،ابتسمت له بدوري،تلقـفته كأغلى هدية من السماء،انتابني شعور بالزهو،وسرعان ما تحول الزهو الى غرور،والغرور ٳلى جرعة زائدة من الجنون،ولولا بقية من الوعي،لصرخت في زوار المعرض قائلا" هاؤم اقرأوا كتابيه" لزمني شرود الصدمة ،ولم يخرجني منه غير قاص من مدينة الصويرة،كان للتو قد اقــتني روايتي ،وربت على كتفي قائلا "مبروك عليك صدور روايتك لقد أصبحت روائيا بالفعل والقوة"
تنفست الصعداء،وحمدت الله الذي لايحمد على مكروه سواه"

روائي مغربي.