عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2022, 08:09 AM
المشاركة 4
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: خُطبةُ الشيخ عبد القادر الجيلانيّ منذ أكثر من ألْفِ عام
رغم ظني أن خطبة الجيلاني كانت لحض المصلين على الصدقة، وقد تكون لها دواعيها، كأن تكون حلت بالقوم مجاعة، أو كانت في سياق حفظ نفس مشرفة على الهلاك.

إلا أن قوله بأفضلية إطعام الجائع على العبادات وبناء المساجد، قول فيه نظر، فإطعام لقمة طعام فعل تترتب عليه منفعة فردية دنيوية للجائع، في حين أن بناء المساجد مثلا تحصل به فائدة جماعية دنيوية وأخروية للمصلين.
أما بالنسبة للعبادات الأخرى فقد ثبت سبقها في السنة الشريفة، وذلك ما يؤكده حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها" قال: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين" قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قال: حدثني بهذا، ولو استزدته لزادني متفق عليه.

موضوع يستحق النقاش وتبادل وجهات النظر
ممتن لجهودك أستاذتنا المبدعة ثريا

تحياتي


أحييكَ لاهتمامك وثراء مداخلتك مُشرفنا الكريم، وقد رأيتُ أنها تدور حول ترتيباتٍ للعبادات في ظروفٍ عادية
ولكنني أرجِّح أنها كانت مجاعة؛ أعادتِ الترتيب في ظل ظروفٍ استثنائية؛ مع أنني لم أبحث في أصولها التاريخية
ولكن الرجل - رحمه الله - كان فقيهًا عالِمًا مُقدِّرا لما يدور حوله، كما يبدو، وإلا ما أفتى بكل هذه الثقة!
ففي تصوري أنه غلّب المنفعة الفردية التي تحفظ حياة الفرد؛ وبتغليبها يبقى المجتمع على قيدِ الحياة
فيؤدي كل أشكال العبادات والفروض والنوافل بترتيبِها المُتعارَف عليه.

ولكل ما رجحتُهُ ؛ بقيَتِ الخُطبةُ في ذِهني مثالا حيًّا لفقهِ الأولويات
هذا الفقهُ الذي أعتزُّ به وبكل مَن يُنادي به وقد رأينا له أمثلةً بناءة على مر العُصور
كرجوع أحدهم عن قرار الحج وعودته من الطريق؛ لأجل أسرةٍ فقيرة وجدها في طريقه.

وكإفتاءِ البعض - في أيامِنا - بأولوية تزويج فقراء الشباب على تكرار السفر للعُمْرة

وفي عصرِنا الحاليّ سمعتُ من أحد العلماء أنه سافر لحضور مؤتمرٍ أوروبي عن فوائد الأموال العربية في بنوك الخارج وكيفية التصرف فيها، طالت النقاشاتُ والخلافاتُ بينه وبين غيرِه من العلماء، والأكثريةُ على تركها وحُرمة إنفاقِها
وكان هو الوحيد الذي تصدّى لحمل حُرمةِ أخذها وإنفاقها على شعوبنا المقهورة، لحل بعض مشاكلها
إلى أن تم تخييرهم من قِبَل القائمين على المؤتمر: بين أخذها أو تحويلها إلى مجلس الكنائسِ العالَميّ

وقد كان التركُ فالتحويل ؛ فمرِض العالِمُ الجليل وكاد يموتُ حسرةً على ما كان
ولو لم يكن مُرتكزًا على فقه الواقع والأولويات؛ لما تمسّك برأيه في هذه المعركة الطاحنة

ولعلنا نسمعُ أو نقرأ آراءً أخرى تُثري النقاش
تحياتي وتقديري لكل مَن يُساهم