عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 10:21 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبوءات الشاعر عبد الرحيم محمود



في 14 أغسطس 1935م زار قرية عنبتا الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية (الملك سعود فيما بعد)، فألقى عبد الرحيم بين يديه قصيدة وكان عمره اثنين وعشرين عامًا قال فيها:



يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌ


ضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ


المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟‍


أم جئـت من قِبَلِ الضِّبَـاع تُوَدِّعُهْ؟




‍ وهذا البيت الذي يدل على نبوءة شاعرنا رحمه الله وأظن أن الضباع أنها الضياع والله أعلم لتصحيف الناقل





حَـَرمٌ مُبـاحُ لكـل أَوْكَعَ آبقٍ


ولكـلِّ أَفَّــاقٍ شـَرِيدٍ، أَرْبُعُه


وغدًا وما أدناه، لا يبقى سوى


دَمْعٍ لنـا يَهْمَـي وَسِـنٍّ نَقْرَعُه



(أَوكع = لئيم، آبق = هارب)


وهنا يتضح بُعْدُ نظر الشاعر الشاب ورؤيته الواقعية للظروف العربية شعوبًا وحكامًا.



وفي قصيدته (الشهيد) وكان عمره حوالي أربعة وعشرين عامًا يُصَوِّرُ الشهيد كما يتمنَّاه:



سأحمل روحي على راحتي


وألقي بها في مهاوي الردى


فإما حياةٌ تسر الصديق


وإما ممات يغيظ العدا


ونفس الشـريف لها غـايتان


ورود المنـايا ونيـلُ المنى


لعمـرك إنـي أرى مصرعي


ولكـن أَغُـذُّ إليـه الخطى


أرى مقتلي دون حقي السليب


ودون بلادي هـو المُبتـغى


يَلَذُّ لأذني سـماع الصليــل


يُهَيِّجُ نَفْسِي مَسِـيلُ الدِّمـا


وجسـمٌ تَجَدَّلَ فوق الهضـاب


تُنَاوِشُـه جَـارِحات الفَـلا


فمنـه نصيـبٌ لِأُسْـِد السَّما


ومنه نصيب لأسـد الشَّرَى


كسـا دَمُهُ الأرضَ بالأُرْجُوَان


وأثقل بالعطر رِيْـحَ الصَّـبا


وعَفَّـر منـه بَهِـيَّ الجَـِبين


ولكن عُفـارًا يـزيـد البَـها


وبَانَ علـى شَفَتَـْيه ابْتـسام


مَعـانِيْهِ هُـزْءٌ بِهـذِي الدُّنـا


ونام لِيَحْـلُمَ حُلْـمَ الخـُـلودِ


ويَهْنَـَأ فيـه بِـأحْلَى الرُّؤى


لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال


ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا




وقد اختار الشاعر قافية المَدِّ أيًّا كان الحرف الأخير لهذه القصيدة الرائعة التي تصور ممات الرجال الشرفاء من أجل الوطن، فالتلذذ بأصوات المدافع والبهجة بإسالة الدماء تُهَوِّن على الشرفاء الموت من أجل قضية كبرى يُدافِع عنها ألا وهي تحرير البلاد والاحتفاظ بكرامتها..



وفي قصيدته (دعوة إلى الجهاد) يقول مستهترًا بالموت فداء للوطن:


دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد


فَخَفَّ لِفَرْطِ فَرْحَتِه فؤادي


وَسابَقْتُ النَّسِيمَ ولا افتخارٌ


أَلَيْسَ عليّ أن أَفْدِي بِلادِي


حَمَلْتُ عَلَى يَدِيْ رُوحي وقلبي


وما حَمَّلتُها إلا عتادي


فسِيْرُوا للنِّضَالِ الحقِّ نارًا


تَصُبُّ على العِدَا في كل وادِ


فليس أَحَطُّ من شَعْبٍ قَعِيْد


عن الجَلَّى وموطنه ينادي



وتظل قصائد عبد الرحيم محمود والى مُعَبِّرَةً عن حبه لوطنه وإصراره على التضحية من أجله..



عبد الرحيم محمود يتيم الأب في سن السادسة كما أفاد حفيده زميلي في العمل فاضل الفقها