بين دمشق وقصر الحير
رأيت نور الدنيا
في ليلة الغسق
يعبر شرفات مآذنها
ظل يرفرف.. حاملاً صحائف وعد
وعبيراً من مفاتنها
لأمير غاب
عن وعد الحب
في ليلة لاتغفو على أنوار
صحيفة بيضاء
معطرة بالندى
سقطت بين يدي
ومن ألطافها الحسنى تقول:
يفيض بقلبي نحيباً
أريقت دموع خطاه
وقناديل الثريا
التي حملتها وعلقتها معك
على أبواب القصر
غفت ألوانها
ولم تعد تضيء بنورها
تلك القصائد التي
حفرت بيدي شاعرها
على باب السلام
ومحرابي هناك يدور
الضياء عنه
يكتسيه اشتعال قهر
والعصافير الذهبية التي
كانت تنام على راحتي
تختال بدمعها
فوق سرائر حرير
تركت عنوان قبلتها
وكسا بريقها الظلام
تبكي السماء على نوري
وتهز صدري رعود الغيب
وارتعاشات المطر
تنهمر رذاذاً حزيناً
على أحزاني
بكيت مثل غيمة
سرق رحيقها
من حضن الغمام
قرأتك أسمائي الحسنى
واعلنتك نجمة الياقوت
فكنت نجمة روحي ..
طويت صحيفة حزنها
وانا أقرأ الصلوات
سلاماً على روحه
وبين نورها وأسوار القصر
رأتني أنشر الزنابق
والياسمين
حول مزار
تفوح من أرضه الطيبات
وهديل الحمام
يتوسط باحة القصر
أغنية حزينة
تقول :
سم بأمير الدنيا
وصلوا بمحراب أميرته
فتبكي
وتنشق بين يديها
تراتيل السماء
وأجنحة الريح
ترفرف.. تمر على
مزار أرضه
لتطوف ببيت الأريج
مباركة
تمس ريحانه
بألطاف نورها
وأراه يشف
كغيمة روح
تظلل روحاً
بنور مضيء
طارق
30/7/2008