الموضوع: *قصيدة الصمت*
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
564
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
10-25-2023, 12:36 AM
المشاركة 1
10-25-2023, 12:36 AM
المشاركة 1
افتراضي *قصيدة الصمت*


*قَصِيدَةُ الصَّمْتْ*

سَقَطَ القِناعْ .. وانكَشَفَ الغِطاءْ ..
أين أنْتُمْ يا عَرَبْ ..
أين أنْتُمْ يا مُخْلِصُونْ ..
نسمعُ في المذياعِ أصْوَاتاً غاشِمَة ..
صواريخُ تَتَسَاقَطْ .. قنابلُ تَتَطايرْ
منازلُ تَتَهَدَّمْ .. أبْريَاءُ يُقتلُونْ ..
لا ماءَ عِنْدَهُمْ .. لا كَهْرباءْ ..
لا طَعَــامَ لهُمْ .. ولا أمَـــــــــــانْ ..
وعنْدَمَا يَلْتَفِتُ المذيعُ نَحْوَكُمْ ..
نَسْمَعُ صوتَ الصَّمْتِ ..
يضجُّ في الآذانْ ..
ويُطْبِقُ بلَوْعَةٍ على النُّفُوسْ ..

هذا زَعِيمٌ ..
كُثُرٌ بِحَقٍّ ظَنُّوهُ زَعِيمَاً ..
يَقصِفُ صَحْراءَ النَّقَبْ ..
وكأنَّهُ يبحثُ عن شيءٍ فُقِدْ ..
مِثْلَ مُتَفَرِّج شَامِتٍ بدونِ أدَبْ..
أو أنَّهُ يَقْصِفُ فَضَّ عَتَبْ ..
يُوصيهِمْ بحَرارةٍ أن يَتَنـَـبَّهُوا ..
وأَنْ يُوَجِّهُوا لِرِمَالِ الصَّحْرَاءِ قذائِفَهُمْ..
خَوْفَ أنْ يُصِيبَ بالخطأ أحَدْ..
مَعَهُمْ كُنَّا .. هَكذا يَقُولُ لو رَبِحُوا الجَّوْلَة ..
أمَّا لَوْ أَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا ..
فلا نريدُ أنْ يَغْضَبَ مِنَّا "الأصْدِقاءْ" ..
ويقطَعُون عنَّا الشَّلَّالَ الأخْضَرْ ..
شلَّالَ الخِيانَة ..
لا وَفَقَكُمُ اللهُ أيُّها الحُثَالَة ..
ستَكُونُونَ بِعَدْلِ الله ..
في جَهَنَّمَ .. وَقُودَاً لِسَقَرْ ..

وهَذا زعيمٌ آخر ْ..
في الخَطَابَةِ صَوتُهُ مُقْنِعْ ..
ولباسُه حِينَ يمْشِي أَنِيقْ ..
يَهْتَمُّ كَثيراً في كلِّ مُناسَبَةٍ ..
أن يَتَفَوَّهَ بكلمَاتٍ مُجَلْجِلَة ..
أمَّا أبناءَ صُهْيُونْ ..
فكلَّمَا سَمِعُوا خُطْبَتَهُ ..
وصَوْتُهُ يَهْدُرُ يَحُضُّ على الصُّمُودْ ..
شَعَرُوا بالسَّعَادةِ .. وحَاوَطَتهُمُ السَّكينَة ..
ثمَّ شَكَرُوهُ بالشَّلَّالِ الأَخْضَرْ ..
وفي آخِرِ الَّليْلْ ..
يَسْمَرُونَ ويضْحَكُونَ حتَّى الثَّمَالَة ..

تَعَوَّدْنَا أنْ نَسْمَعَ جَعْجَعَةً ..
ولا نَرَى دُخَاناً ..
لا في الَّليْلِ .. ولا حَتَّى في الصَّبَاحْ ..
وَتَعَوَّدْنَا أن نَرى خِرَافاً ..
يَرْتَعُونَ هَانِئِينْ ..
وهُمْ يَرْفَعُونَ هَامَاتِهِمْ ..
على الكَرَاسِي ..
ينادونَ بِقُوَّةٍ وشَجَاعةٍ لا مَثيلَ لَهَا ..
نَحْنُ لَنْ نَنْحَنِي ..
بَلْ وسَنَبْقَى صَامِدينَ على الْكَرَاسِي ..
لا نَتْرُكْهَا أبَدَاً ..
امْتَلَأَتْ جُيُوبُهُمْ بِنَهَمْ ..
وقُلُوبُهُمْ قَدِ امْتَلَأتْ بِالْعَفَنْ ..
يَسْمَعُونَ منْ يُنادِي في أَرْضِ الوطن ..
قُومُوا عَنْ كَرَاسِيكُمْ .. تَحَرَّكُوا .. تَصَرَّفُوا ..
هُنَالِكَ مُصَابُونَ ومَرْضَى ..
وهُنَالِكَ بِالْآلافِ قَتْلَى ..
يُجِيبُونَهُمْ وكَأَنَّهُمْ نَائِمُونْ ..
.. مَعَهُمْ الإِلَهُ يَحْمِيهمْ ..!
أمَّا بَاقي أبْناءَ جِلْدَتِهِمْ ..
فهُمْ مُتَفَرِّجُونَ ومَشْغُولُونْ ..
بالْشَجْبِ الْعَنيفِ .. والِاْستِنْكَارْ ..
وبِحِسَابِ الْغَلَّةِ آخِرَ النَّهَارْ..
حتَّى تَسْقُطَ مِنَ الْأَرْضِ ..
قِطْعَةٌ أخْرَى ..
ثُمَّ يَنَامُونَ خَارِجَ الخَريطَة ..

والطِّفْلُ الشَّهِيدْ ..
أمَا سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ المَبْحُوحْ ..
يُخَاطِبُكُمْ مِنْ بَيْنِ الْأَنْقَاضْ
ويُخَاطِبُ مَعَكُمُ العَالَمَ بِأَسْرِه..
أنَا مَا مِتُّ أَبَدَاً ..
ولَكِنْ أَرَى حَوْلِي ..
أُنَاسَاً مَيِّــتِــينْ ..
فَقَدُوا الرُّوحَ وهُمْ أَحْيَاءْ ..
إني صَامِدٌ وَحْدِي ..
أرَفْرِفُ بِجَنَاحِي ..
مُغَمَّسٌ بِدَمِي ..
ومَا زِلْتُ بينَ الرُّكامِ مُثَابِراً ..
سَـــأقَاتِلُ بِيَدِي ..
ولَنْ أَحْتَاجَ مِنْكُمْ أَدْنَى كَلَامْ ..

أيُّهَا التَّارِيخُ .. سَجِّلْ ولا تتوانى ..
سَجِّلْ لِيَعْلَمَ الأبْنَاءْ ..
سَجِّلْ لِيَعْلَمَ الأحْفَادْ ..
أنَّ لَدَيْنَا زُعَمَاءَ قَاتِلُونْ ..
وقَادةً شَامِتُونْ ..
وغَيرَهُمْ يَتَفَرَّجُونْ ..
سَجِّلْ يا تاريخُ .. سَجِّلْ ..
إنَّـــا بِعَدْلِ الله مُتَمَسِّكُونْ ..
ولِإِرَادَةِ الْمَوْلَى خَاضِعُونْ ..
سَجِّلْ أيُّهَا التَّارِيخْ ..
ولا تَنْسى مِنَ الْأَحْدَاثِ شَيْئاً..
اِسْتَخْدِمْ لِسِجِلِّكَ الطَّوِيلِ ..
دِمَاءَ الشُّهَدَاءْ ..
فَهِيَ غَزِيرةٌ مُمْتَدَّةٌ ..
تَجِدْهَا كَيْفَمَا تَوَجَّهْتَ ..
تَحْتَ الرُّكَامْ .. وبَيْنَ الأَنْقَاضْ ..
في الطُّرُقِ الْمُتَّجِهَةِ إِلى الْوَطَنْ ..
في الأَزِقَّةِ الضَيِّقَة ..
في الْحَارَاتِ الْقَدِيمَة .. وفي دَاخِلِ الْبُيُوتْ ..
ولَا تَسْأَلْنِي كَيْفَ تَبْحَثُ عَنْهَا !..
اِتْبَعْ رَائِحَةَ الْمِسْكْ .. تَدُلُّكَ عَلَيْهَا ..
سَجِّلْ أيُّهَا التَّاريخُ .. ولا تَخْجَلْ ..
لَقَدْ طَالَتِ الْخِيَانَة ..
وزكَمَتْ رَائِحَتُهَا الْأُنُوفْ ..
سَجِّلْ أَيُّهَا التَّاريخُ .. وعَجِّلْ ..
فلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاءْ ..



م. أحمد فؤاد صوفي
اللاذقية – ســــــــــــــــــــــوريا