عدم الانشغال بالأسباب إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده بسبب من يشاء وبما يشاء وكيفما يشاء . وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى لهي ( صنم ) يعبد من دونه وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح . ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين وإن ادعوا هدفا راجحا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى لهي دعوى باطلة من أيّ كان مشركاً كان فاعله أو موحداً . وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال . و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره . حميد عاشق االعراق 15 - 6 - 2012 الجمعة 26 رجب 1433هج