عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
764
 
انس فيصل طه الجعمي
من آل منابر ثقافية

انس فيصل طه الجعمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2022

الاقامة
اب

رقم العضوية
17011
10-26-2022, 05:06 PM
المشاركة 1
10-26-2022, 05:06 PM
المشاركة 1
افتراضي من آمن العقاب أساء الأدب
"من آمن العقاب أساء الآدب"
فأين الخلل ؟

حينما تواجه البعض منا مشاكل هم أساساً في غناً عنها فيلجؤن إلى النظام و القانون فأين الخلل ؟
حينما نبحث عن الحق و عن نصرة المعتدى عليه بالطريقة الصحيحة و الشرعية التي تطفئ فتيل الفتن فأين الخلل ؟
حين تتكرر الإعتداءات على خيرة البشر وصفوتهم بإختلاف مستوياتهم وبإختلاف انشطة و أساليب الجريمة و الإعتداء فيلجؤن إلى النظام والقانون لحماية أنفسهم و أطفالهم و أسرهم و مجتمعاتهم ل الحد منها فأين الخلل ؟
حين نرى مواطن الإعوجاج التي بالإمكان إصلاحها وتعديلها فنسعى لذلك عبر النظام و القانون فأين الخلل ؟
حين يساء إلى خيرة المجتمع وصفوته و تتكرر الإساءة مرات عدة فيطالبون بمعرفة الجناة بالطريقة الشرعية و القانونية فأين الخلل ؟
حين يتعرض العظماء ل النقد و التجريح فيصمت البعض و يسعى البعض لتطييب خواطرهم و ولدعمهم و لو نفسياً وتحفيزهم لتقديم الأفضل كون الأفضل يحمل الخير ل الجميع فأين الخلل ؟
حين نعطي الفرصة ل المظلوم بأخذ حقه ممن ظلمه دون تحيز و بالطرق الشرعية و القانونية دون اللجوء إلى الملشنة و إستخدام الأساليب الغير نظامية فأين الخلل ؟
حين يترك تطبيق النظام و القانون ل رواده دون تدخل فأين الخلل ؟
حين يسعى أرباب الحقوق ل المطالبة بحقهم بالطرق الصحيحة و النظامية دون اللجوء لإثارة الفتن و إشعال فتيلها فأين الخلل ؟
حين نسعى إلى توعية غيرنا بأن هناك أخطاء يجب تصحيحها من الآن كون التساهل فيها بالإمكان أن يلحق الضرر بفاعليها ومقربيهم ومن حولهم و مجتمعاتهم مسقبلاً فيجرهم ل التمادي أكثر فأكثر و يستدرجهم الشر ل الوقوع بما هو أعظم فأين الخلل ؟
حين تكون النصيحة صادقة نابعة من القلب مفعمة بالخير ل الجميع دون إستثناء فأين الخلل ؟
أيها السادة جرائم اليوم أياً كانت و كيفما كانت إن لم تجد رادعاً لها ستتكرر غداً و بعد غد و ستستمر في التكرار بل و من الممكن أن تتفاقم و تتسع دائرة أحداثها مع إتساع أساليبها و وسائلها و مستوياتها وكما قيل "من آمن العقاب أساء الآدب"
و الله لإن جرائم اليوم تشيب لها الولدان و تتزحزح من شدة وطئتها الجبال الرواسي و ما خفي كان أعظم !
جرائم البلد كثيرة و ضحيتها الأولى قبل الجميع
هم فاعلوها ومرتكبوها ;فهم ضحية السكوت و الصمت الأسري و المجتمعي فحين تتطور الجريمة ويقع المجرم في شر أعماله حينها تصبح الأسرة و المجتمع هما الخصمان الأولان اللدودان لهذا الشخص "الفاعل" كونهما لم يقوما بواجبهما من خلال توعيته بجرمه و أخطائه و لم يقوما بنصحه و إرشاده و ردعه و زجره و عقابه و بالقانون و حتى لا يقع فيما لا يحمد عقباه ; أيها السادة إن من إيجابيات الردع و الزجر عبر النظام و الشرع و القانون هو تغيير مسار حياة الأفراد و كذلك المجتعات و الأوطان و تحويل المسار نحو التصحيح و في نهاية المطاف فجميعنا بشر نخطئ و نصيب لكن العيب في تكرار هذه الأخطاء و عدم تصحيحها و ردعها ل الحد منها ;
إن المجتمعات الواعية و المثقفة لا تنتقد المخطئ بل تنتقد الخطاء و تعمل على تصحيحه بالطرق المشروعة و بالحكمة و العقل والمنطق ; تحت مبداء لا ضرر و لا ضرار ...
كما أن هذه المجتمعات تعمل على تعزيز دور النظام و القانون دون اللجوء إلى التعصب و إستخدام الوسائل و الأساليب الغير مشروعة.

يا رعاكم الله هناك من يسعى ل إثارة الفتن و إشعال فتيلها ل النيل منا و من مجتمعاتنا و أوطاننا و لتمزيق أواصر النسيج الإجتماعي من خلال بث سموم الأحقاد و الضغينة و التعبئة الخاطئة من أجل تمرير مصالح و أجندات خاصة و عامة الهدف منها هو إدارة الأزمة و استمراريتها و إن اختلفت المساحة و العدد فالهدف واحد ;فتفشي الجريمة و زراعة الكراهية سلاح فتاك و خصوصاً حين تقيد ضد مجهول فيصبح الجميع أعداءاً و ما وجد القانون و النظام إلإ لمعرفة الحقيقة و تبيانها فهل نعي ذلك ؟

أخيراً إن لم نقف صفاً واحداً و يداً واحدة في سبيل تحقيق العدالة و نصرة المعتدى عليه فلا خير فينا و إن لم نقم بواجبنا نحو تصحيح المسار بالطريقة المشروعة و الصحيحة فلا خير فينا و صدق المصطفى صل الله عليه و سلم حين قال
""لو أن فاطمة إبنة محمد سرقت لقطعت يدها""
وهل نحن خير من رب البرية حين أقام النظام و القانون على أول خلقه أبو البشرية آدم عليه السلام
حين خالف ذلك بإيعاز و وسوسة من إبليس لعنة الله عليه فخرق النظام حين أكل من الشجرة المحرمة فكانت تلك هي الجريمة التي أسكنتنا الأرض بعد أن كنا في جنات الخلد والنعيم المقيم ؟
أيها السادة الجريمة هي الجريمة بإختلاف فاعليها و مستوياتها وأساليبها و أدواتها و ما الشرع و القانون سوى مشكاة تنير لنا الطريق لمعرفة الجاني من أجل أن يأخذ عقابه ل الحد منها و لعدم تكرارها و لمصلحة الفاعل بالدرجة الأولى حتى لا يتمادى بجرم أكبر فيتحول من "مجرم" إلى "ضحية" نتيجة لتخاذل و سكوت و صمت المجتمع للدرء عنه بينما في الحقيقة و الواقع هو أن المجتمع يعتبر المساهم الأكبر في تطور الجريمة و إلحاق الضرر بفاعليها إن لم يطبق الشرع و القانون ; و ما شرع القانون و النظام إلإ لإثبات الجريمة على المجرم أو لتبرئة المتهم من جرمه فلنترك له المساحة ل القيام بواجبه ;
اللهم بلغت اللهم فإشهد.

وفي ظل تفشي و إنتشار الجريمة و تكرارها مع وجود مبداء الثواب و العقاب و إثبات الجرم أو البراءة منه و في ظل الوضع الحالي ل البلاد و العباد لايزال الآمل بالله دوماً يتجدد ليخبرنا قائلاً أنه مع الله و من ثم بوجود الشرع و النظام و القانون و إحقاق الحق و نصرة المظلوم في كل حين لا شك أن القادم أجمل بإذنه تعالى ..