عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 07:33 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بجانب تربةٍ خصبة

تنتجُ مايكفي للأكل "

" عندما كنت صغيراً أخبرتني


في أحدِ الأيام جدتي المتوفاة


أنني حين أموت سوف أغادر


نحوَ الأغصان الغضة


في أكثر الأشجار علواً "


" جدتك كانت ملحدةً


الحقيقة هي ماتسمع


منّا.. آمن بما نقول "


قال الضفدع الغاضب


" لماذا أردت أن أرى نهاية الطريق؟"


تنهّد الحلزون.. " حسنن .. صدقتكم


و بالحياةِ الأبدية


التي تبشران بها " ..


الضفدعان


تحركا جانباً مستغرقان بالتفكير


والحلزون المرعوب


أكمل طريقه ضائعاً وسط الغابة


الضفدعان الشحاذان


بقيا مثل أبي الهول


أحدهما سأل:


" هل تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" لا بالطبع " كان الجوابُ المفجع


للضفدع المصاب الأعمى


" إذن .. لماذا أمرنا


الحلزون بأن يؤمن؟ "


" لماذا؟ لا أدري "


قال الضفدع الأعمى.


" تملأني العاطفة فجأة


حين أسمع صوت صغاري


يتضرعون بحرارةٍ


إلى الربِ وسط مجاري الري " ..


الحلزون المسكين


حاول الرجوع. تلك اللحظة ملأتِ الطريق


أمواج الصمت


تدفقت من جوفِ أيكة نبات الحور


صادفَ جماعةً


من النملِ الأحمر


كانت في فوضى عارمة


يسحبنَ خلفهنَّ


نملةً أخرى


قرون استشعارها


منتزعة


صاح الحلزون:


" أيها النملات .. تعقلنّ !


لماذا تعاملنَ بهذا الشكل


رفيقتكنّ؟


أخبرنني ماذا صنعت؟


سوف أحكم ضميري في الأمر


أيها النملات .. أخبرنني "


النملة شبه الميتة


قالت بأسى:


" رأيت النجوم"


" ماهي النجوم؟ " صرختِ


النملات بعصبية


سأل الحلزونُ


يتبع

.
.

(الأحداث التي حصلت لحلزون مغامر)

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)