الموضوع: ماذا سأكتب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2021, 02:53 PM
المشاركة 160
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
الاختلاف في الراي

قد اختلف معك في الراي، ولكني على استعداد لأقدم حياتي في سبيل سماع رأيك، هكذا يقول فولتير.
فالساحة تتسع للجميع خلقنا لنصلح الكون من حولنا، نحن الذين نزرع الورد؟، ونعشق الحرية ، ونمقت الازدواجية ، أكثرنا في هذا الحقل يعمل، نحارب سوسة القمح كما المحسوبية، ونكره عفن الزوايا المهملة كاشمئزازنا من تفشي الغلط.

قد أختلف معك في الرأي، فلا تتهمني بسوء الفهم وعدم الدراية ، فربما تكون أنت كذلك ، أنا وأنت وغيرنا ، جئنا لنبني العالم لا كما يريد سماسرة السوق ، بل كما يهوي كورال أصوات الكدح والتب والعرق، تعال نعزف لهم موسيقى الحياة الحقيقية ، تعال نزرع في دروبهم بساط أمان ، وفانوس إنارة يرشدهم ليلًا إلى بيوتهم الطينية الدافئة، فلا تصف ما أشرد به إلى الجنون ولا إلى بؤرة الألم، فتضحك ملء فيك استهتارًا ، فالصح سيبقى أبدًا ولو تراكم على صدقة غبار السنين
، وصار لحافه من إتيان الكذب في العلاقة، وإغلاق بوابة التلاقي بين الإخلاص ومثيله.

تعال نبني جسرًا للتواصل، أنت بصدقك ، وأنا إيماني بهذا الصدق، فالريح العاتية آتية ، والجسر الذي نبني أداة الرجوع إلى البيوت الممتلئة بالأزهار المنثورة والعطرة والريحان ، فلا تتبجح باندثار هذه وإتيان مزارع البيوت البلاستيكية التي لا تُشيع أفواهها بنتاج أوفر وأجمل ، ونسيت يا هذا غياب الصدق وطمس الشخصية للهوية الحقيقية للورد الجوري، الذي لا يرتاح إلا في الأصائص المعدنية المهترئة، ولا ينبت إشراقًا إلا في باحات الدور العربية المكشوفة للشمس والرياح ولعصافير الدوري وطيور اليمام.

قد أختلف معك في الرأي ، ولكن دعنا نعمل على وقف المجازر التي تُطال البساتين ، نتاج جشع لا ينتهي إلا بالوقوف معًا ، نعمل على دخول الشمس لبيوت الفقراء، فهذه تحمل بعض الفيتامينات الخاوية منها بيوتهم
وتعال لا نختلف لتقديم الخبز المشبع خميرة ونارًا للذين يشربونه ثلاث مرات في اليوم ، فهذا صديق العمر، ولا أعتقد بأننا سنخون الصداقة، ربما أختلف معك، ولكن لكلٍّ رأيه
وكل نبتة مهما تواضع حجمها، لها ظلها على الأرض في دورة يومية تكون الشمس فيها ساطعة.