عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2021, 11:11 PM
المشاركة 4
أحلام المصري
من آل منابر ثقافية
  • موجود
افتراضي رد: ،، يومياتُ امرأة مجنونة! // أحلام المصري ،،
الخامسة عصرا،
قبيل غروب العقل..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كنتُ جالسةً على شرفة حجرتي في الطابق العلوي، المطلة على حديقة البيت،
أمسكُ بلهفةٍ كوبَ شايٍ ساخن جدا،
تختلط أنفاسه بدخان نبضاتي..
وأنت هناك،
أسفل النافذة، تستند على شجرة التوت العتيقة، مستغرقا بالنظر إلى شجيرات الياسمين التي اتخذت لها ركنا قصيا في الحديقة، وكأنها مجموعةٌ من كبار الموظفين في مؤسسةٍ ما، يجرون اجتماعا مغلقا..
رفعت عنك عينيّ، وصوبت نظري حيث تتعلق أنظارك، محاولةً أن أصطاد فراشات أفكارك، وما تضمره لي في هذه الخلوة التي تضج بالصمت..
(يا ترى فيم يفكر، وماذا يدبر لي..؟
ليتني قلتُ له نعم حين طلب مني أن أعد له اليوم طبقه المفضل من "المحشي" بأنواعه!
ممممم، ربنا يستر)!

لم أستطع أن أحصل على شيءٍ من فراشاتك، ولا حتى دبابيرك..;)
ارتشفت بعضا من كوب الشاي الذي تسرب إلى دفئه الملل ففتر،
وربما شاركني بعض الخوف من مجهولك.. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تركتك غارقا في أفكارك المجهولة، وعدت للوراء على أطراف أصابعي، وتسللتُ إلى المطبخ، بهدوءِ قاتلٍ محترف فتحتُ صنبور الماء،وضعت دلوا كبيرا بما يكفي تحته ليمتلئ،
لم يردني صوت الماء الشجاع عمّا فكرتُ فيه، بل كان صوته كموسيقى تحفيزية تثير بداخلي المزيد من الرغبة، وترفع وتيرة النبض بداخلي..
انحنيت قليلا لأحمل دلو الماء،
نظرتُ إليّ في صفحته، فإذا بي جميلةٌ جدا، وتلمع في عينيّ الرغبة، فازداد إقدامي..
كان ثقيلا إلى حد ما وأنا امرأةٌ رقيقة، ليست معتادة على حمل الأشياء نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كل ما أذكره بعد مرور تلك اللحظات،
أنك غضبت جدا، وأنا لم أفعل شيئا سوى أني ناولتُك دلوَ الماء وطلبت منك أن تروي شجيرات الياسمين، لا أن تغتسل بماء الدلو..!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يا الله، كم أنت أنانيّ،
وما تزال تصيح:
يا مجنونة!!
.
.