عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2010, 04:14 AM
المشاركة 40
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الدعوة إلى الله عز وجل )
-------------------------------------


إن البعض يرى بأن مقام الدعوة إلى الله عز وجل ، مقام خاص بصنف من الناسلا، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلين ، وبعد ذلك العلماء والدعاة إلى الله - عز وجل - في كل عصر ..
والحال أن مقام الدعوة إلى الله -عز وجل- مقام مفتوح !..
كل منا له دائرة معلومات ومجهولات ، حتى أعلم المراجع له دائرة مجهولات ..
ووظيفة المؤمن أن ينقل معلوماته إلى من يجهل هذه المعلومات ..
وبالتالي ، فإنه يصبح من الدعاة إلى الله - عز وجل - بقدر ما يمكن ..
مثلا :
إنسان يعرف الصلاة بآدابها الظاهرية ، ويرى مسلما لا يعرف كيف يصلي ، وكما نعلم ( الصلاة عمود الدين ) ؛ هل من المانع أن ينقل هذه المعلومة إلى ذلك الجاهل ؟..
فإذن ، إن كل واحد منا بحسب دائرة علمه ، من الممكن أن يكون من الدعاة إلى الله - عز وجل - ..
وهنا بشارة للذين لهم ميل لرقي هذا المنصب :
إن الذي يحاول أن ينقل الهدى الإلهي إلى القلوب ، على حسب طاقته وعلى حسب قدرته ؛ رب العالمين سوف يعينه على مسؤوليته :
يشرح صدره للموعظة الباطنية ، ولموعظة الغير ، ويجري ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ..
من الممكن أن يصل العبد إلى هذه الدرجة ، فرب العالمين يعطيه نورا يمشي فيه بين الناس ، ويجعل الأثر في كلامه ..
نجد من هم من غير ذوي الاختصاص ، عندما يتكلم ينفذ كلامه في القلوب ؛ وهذا نوع من أنواع المباركة الإلهية .
إن الذي يعمل بما يقول ، والذي يحمل هم الأمة ، والذي يتألم لحالات المنكر والجهل في الأمة ؛ رب العالمين يأخذ في يده في هذا المجال ، وهذا أمر مجرب !..
وقبل أن يقوم المؤمن بهذا الدور ، لا بأس أن يستغيث بالله – عز وجل - فيقر أ:
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي } ..
وإذا أراد أن ينصح أحدا بما يخشى معه عدم التأثير ، ما المانع أن يصلي ركعتين ، ويطلب من الله - عز وجل - أن يلين فؤاد الخلق له ؟..
(فاجعل نفسي: مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك وسمائكفطوبى لمن كان محبوبا في الأرض عند الناس ، ومحبوبا في السماء عند رب الناس !..


19 / 9 / 2010