عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2011, 01:04 AM
المشاركة 5
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هنا ادون مقتطفات من مقال كنت قد نشرته سابقا
فيه بعض الاشارات الى حيثيات تاريخية في النقد
ربما تحقق بعض الفائدة
وهكذا نستمر بطرح الموضوع بشكل تدريجي

تحياتي


كما هو مألوف ومعروف فأن أقدم وثائق الشعر العربي تعود إلىما قبل الإسلامي أي في العصر الجاهلي .. وشعراء وشعر العصر الجاهلي واصل ومدرك ولكنالسؤال هنا .. هل تزامن مع ذلك النتاج الشعري الكبير وجود للنقد أم لا .. ؟ وحيننمر بذاكرة الشعر الجاهلي نجد تزامن تام للنقد مع الشعر .. فما كان سوق عكاظ إلامحطة نقدية واسعة شاسعة يجتمع بها الشعراء وأهل الاختصاص وينشدون ويستمعون ويعلقونويقولون ويقال لهم وعليهم ويكرمون ويكربون وكل ذلك مبني على أسس نقدية هم وضعوهالأنفسهم آنذاك . وقصة طرفة مع المسيب بن علس مشهورة ، حين قال بحق أحد قصائده .. استنوق الجمل .. أي جعل الجمل ناقة .. مما دفع الحاضرين إلى فتح حلقة حوار نقدي حولالنص . وكذلك ما ورد في كتب الأدب العربي من محطات نقدية مهمة يجب الوقوف عندها هيأم جندب زوجة أمروء القيس التي كان يحتكم لها الشعراء . وأيضا هاشم بن عبد مناف . وقصة الغانية مع الذبياني ، التي كشفت الإقواء في شعره . والكثير من الروايات التيتثبت ورود مادة النقد في المجالس الأدبية وثبوت بعض الشخصيات التي كانت ذات معرفةعالية بهذا العلم ومنهم من كان من الشعراء ومنهم من لم يكن شاعرا والمكتبةالعربية والعالمية تعج وتضج بالعديد من الكتب والمؤلفات النقدية المهمة وهو موضوعأهم حتى من الشعر حيث نجده في الدراسة الأكاديمية يأخذ مساحة كبيرة ومترامية علما انه لا يوجد شرط أكاديمي إن صح التعبير أن يكون ناقد الشعر شاعرا أو ناقد الرسم رساما المهم أن يكن لاما بقوانين النقد وعارفا لما يعمل به وان كان يمتلك نفس الفن فهذا أفضل وان يكون حابا لهذا العلم كذلك .فمثلا محكمي كرة القدم لم يكونوا لا عبين . ولو عدنا إلى الخليل بناحمد الفراهيدي قنن الشعر ووضع العروض له والشعراء بكل أجيالهم وأقلامهم مقيدين لهبشكل أو بأخر وهو ليس بشاعر ما معروف عنه أنه تقول الشعر . أو نظم بعضه . هذا منجانب ومن جانب آخر هنالك الكثير من كبار الشعراء كتبوا بالنقدأو تكلموا به وتحدثوا عنه وهذا لا يعني خلل في شاعريتهم .كما يحاول البعض أن يدعي إن الناقد هو شاعر كسول . وبما إننا مررنا بالجاهلية . نقفز إلى العصر الإسلامي ونجد الرسول الكريم محمد صكان الشعر ينشد عنده وينقد وقد ورد في كتب التاريخ أن الشعراء في عصر الخليفة عمربن الخطاب رض كانوا يحتكمون عنده في الشعر لما له من ذائقة وملكة نقدية تميز بهاولم يك شاعرا . وفي العصر الأموي كذلك ، فقد اشتهر ابن أبي عتيق كونه ناقدا .. وأيضا تشير بعض كتب التاريخ إلى إن بعض الشعراء كانوا يرسلون قصائدهم إلى سكينة بنتالحسين ع لتحكم بينها . وهذه الموضوعة بالذات حصنت شخصية المرأة لدى الشعراء خصوصابعد انتشار الغزل الماجن في تلك الفترة والذي تسبب به الخلل السياسي وغيره في حينها . . ولا مجال لذكره الآن .. مما جعل الشعراء حين يرسلون نصوصهم إلى بنت الحسين عيهذبونها ويشذبونها خصوصا حين يكون للمرأة حضور فيها . وقد وصل الحال بالنقد فيالفترة الأموية والعباسية إلى تأسيس أشبه بالمدارس النقدية .. حيث كان يقال هذا نقدأهل العراق .. وذاك نقد أهل الشام .. وهنا نقد أهل الحجاز وما شابه .. وفي العصر العباسي فقد أصبح النقد مادةرئيسية مع الشعر بحيث يقف الشاعر بين يدي الولاة ومع الناقد ومن بين أشهر النقاد فيتلك الفترة .. محمد بن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات فحول الشعراء . وكذلك ابن قتيبةفي كتابه الشعر والشعراء . والجاحظ وأبو عمر بن العلاء والحسن بن بشر الآمدي صاحبكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري . والقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وهوشاعر . وفاتني أن اذكر أعلاه ما كان يسمى بثالوث الشعر والنقد إلا وهما الفرزدقوالأخطل وجرير .. فهم شعراء ونقاد. وكذلك قدامة بن جعفر وكتابه نقد الشعر .. وأيضا ابنرشيق القيرواني صاحب كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه . وعبد القاهرالجرجاني صاحب كتاب دلائل الأعجاز وأسرار البلاغة وهو كتاب نقدي . وكذلك أسامة بنمنقذ وكتابه البديع في نقد الشعر . وابن الأثير وكتابه المثل السائر .. وغيرهمالكثير .. فالتاريخ العربي مع أدبه وشعره يضج بالنقد والنقاد. وكذلك أريد أن أشير إلى مسألة مهمة وهي أن لا يتصور البعض إن النقد علم موقوفعلى الأدب والثقافة لا على العكس تماما النقد علم يمر بكل فنون الحياة ومنتجالإنسان من سياسة واجتماع وحتى في الدين وتوجد الكثير من الكتب النقدية الدينية




لا سواكِ يكبلني بالحُب