الموضوع
:
قاموس المصطلحات النقدية ..
عرض مشاركة واحدة
12-19-2011, 01:04 AM
المشاركة
5
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Oct 2008
رقم العضوية :
5701
المشاركات:
528
هنا ادون مقتطفات من مقال كنت قد نشرته سابقا
فيه بعض الاشارات الى حيثيات تاريخية في النقد
ربما تحقق بعض الفائدة
وهكذا نستمر بطرح الموضوع بشكل تدريجي
تحياتي
كما هو مألوف ومعروف فأن أقدم وثائق الشعر العربي تعود إلى
ما قبل الإسلامي أي في العصر الجاهلي .. وشعراء وشعر العصر الجاهلي واصل ومدرك ولكن
السؤال هنا .. هل تزامن مع ذلك النتاج الشعري الكبير وجود للنقد أم لا .. ؟ وحين
نمر بذاكرة الشعر الجاهلي نجد تزامن تام للنقد مع الشعر .. فما كان سوق عكاظ إلا
محطة نقدية واسعة شاسعة يجتمع بها الشعراء وأهل الاختصاص وينشدون ويستمعون ويعلقون
ويقولون ويقال لهم وعليهم ويكرمون ويكربون وكل ذلك مبني على أسس نقدية هم وضعوها
لأنفسهم آنذاك . وقصة طرفة مع المسيب بن علس مشهورة ، حين قال بحق أحد قصائده
..
استنوق الجمل .. أي جعل الجمل ناقة .. مما دفع الحاضرين إلى فتح حلقة حوار نقدي حول
النص . وكذلك ما ورد في كتب الأدب العربي من محطات نقدية مهمة يجب الوقوف عندها هي
أم جندب زوجة أمروء القيس التي كان يحتكم لها الشعراء . وأيضا هاشم بن عبد مناف
.
وقصة الغانية مع الذبياني ، التي كشفت الإقواء في شعره . والكثير من الروايات التي
تثبت ورود مادة النقد في المجالس الأدبية وثبوت بعض الشخصيات التي كانت ذات معرفة
عالية بهذا العلم ومنهم من كان من الشعراء ومنهم من لم يكن شاعرا والمكتبة
العربية والعالمية تعج وتضج بالعديد من الكتب والمؤلفات النقدية المهمة وهو موضوع
أهم حتى من الشعر حيث نجده في الدراسة الأكاديمية يأخذ مساحة كبيرة ومترامية
علما انه لا يوجد شرط أكاديمي إن صح التعبير أن يكون ناقد الشعر شاعرا أو ناقد الرسم رساما المهم أن يكن لاما بقوانين النقد وعارفا لما يعمل به وان كان يمتلك نفس الفن فهذا أفضل وان يكون حابا لهذا العلم كذلك .
فمثلا محكمي كرة القدم لم يكونوا لا عبين . ولو عدنا إلى الخليل بن
احمد الفراهيدي قنن الشعر ووضع العروض له والشعراء بكل أجيالهم وأقلامهم مقيدين له
بشكل أو بأخر وهو ليس بشاعر ما معروف عنه أنه تقول الشعر . أو نظم بعضه . هذا من
جانب ومن جانب آخر هنالك الكثير من كبار الشعراء كتبوا بالنقد
أو تكلموا به وتحدثوا عنه وهذا لا يعني خلل في شاعريتهم .
كما يحاول البعض أن يدعي إن الناقد هو شاعر كسول . وبما إننا مررنا بالجاهلية . نقفز إلى العصر الإسلامي ونجد الرسول الكريم محمد ص
كان الشعر ينشد عنده وينقد وقد ورد في كتب التاريخ أن الشعراء في عصر الخليفة عمر
بن الخطاب رض كانوا يحتكمون عنده في الشعر لما له من ذائقة وملكة نقدية تميز بها
ولم يك شاعرا . وفي العصر الأموي كذلك ، فقد اشتهر ابن أبي عتيق كونه ناقدا
..
وأيضا تشير بعض كتب التاريخ إلى إن بعض الشعراء كانوا يرسلون قصائدهم إلى سكينة بنت
الحسين ع لتحكم بينها . وهذه الموضوعة بالذات حصنت شخصية المرأة لدى الشعراء خصوصا
بعد انتشار الغزل الماجن في تلك الفترة والذي تسبب به الخلل السياسي وغيره في حينها
. .
ولا مجال لذكره الآن .. مما جعل الشعراء حين يرسلون نصوصهم إلى بنت الحسين ع
يهذبونها ويشذبونها خصوصا حين يكون للمرأة حضور فيها . وقد وصل الحال بالنقد في
الفترة الأموية والعباسية إلى تأسيس أشبه بالمدارس النقدية .. حيث كان يقال هذا نقد
أهل العراق .. وذاك نقد أهل الشام .. وهنا نقد أهل الحجاز وما شابه .. وفي العصر العباسي فقد أصبح النقد مادة
رئيسية مع الشعر بحيث يقف الشاعر بين يدي الولاة ومع الناقد ومن بين أشهر النقاد في
تلك الفترة .. محمد بن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات فحول الشعراء . وكذلك ابن قتيبة
في كتابه الشعر والشعراء . والجاحظ وأبو عمر بن العلاء والحسن بن بشر الآمدي صاحب
كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري . والقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وهو
شاعر . وفاتني أن اذكر أعلاه ما كان يسمى بثالوث الشعر والنقد إلا وهما الفرزدق
والأخطل وجرير .. فهم شعراء ونقاد. وكذلك قدامة بن جعفر وكتابه نقد الشعر .. وأيضا ابن
رشيق القيرواني صاحب كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه . وعبد القاهر
الجرجاني صاحب كتاب دلائل الأعجاز وأسرار البلاغة وهو كتاب نقدي . وكذلك أسامة بن
منقذ وكتابه البديع في نقد الشعر . وابن الأثير وكتابه المثل السائر .. وغيرهم
الكثير .. فالتاريخ العربي مع أدبه وشعره يضج بالنقد والنقاد. وكذلك أريد أن أشير إلى مسألة مهمة وهي أن لا يتصور البعض إن النقد علم موقوف
على الأدب والثقافة لا على العكس تماما النقد علم يمر بكل فنون الحياة ومنتج
الإنسان من سياسة واجتماع وحتى في الدين وتوجد الكثير من الكتب النقدية الدينية
لا سواكِ يكبلني بالحُب
رد مع الإقتباس