عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2012, 12:33 AM
المشاركة 2
حسن شرف المرتضى
الشعراء العرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقدمة د المقالح عن مجموعة أناجيل
تقديم
د:عبدالعزيزالمقالح
لا أستبعد أن يكون هذا العمل الإبداعي صادماً لعدد كبير من قرّاء الشعر في شكليه القديم والجديد، والصدمة التي أتحدث عنها ذات شقين:صدمة إعجاب وصدمة استنكار وتساؤل. أما صدمة الإعجاب فبدرجة الوعي لدى هؤلاء المبدعين الأربعة ، الشاعرتين والشاعرين، واستيعابهما لتجليات العالم الشعري والروحي كما تجلّى في كتب الديانات السماوية الثلاث وكما تمثّل أيضاً في كتابات الصوفية المسلمين شعراً ونثراً واصطلاحات ورؤية ورؤيا.
وهو استيعاب لا يثير الإعجاب فقط بل والدهشة تجاه ما حقّقه هؤلاء المبدعون الأربعة من مغامرة شعرية غير مسبوقة ومن اجتراح أخيلة ورؤى تُخرج الشعر من نمطيته واجتراره ودورانه في فضاء دلالي واحد مستهلك رغم تغيّر الأساليب وتجدد العبارات.
أما صدمة الاستنكار التي سيتركها هذا العمل الإبداعي فهي آتية من استخدام رموز وأسماء وعناوين لم يقترب منها الشعر إلّا في حدود ضيقة، سواء كان ذلك في الشّعر القديم أو في الشعر الحديث.
ولا أبالغ إذا ما قلت أنّ عنوان هذا العمل سيكون أول ما تصطدم به عين القارئ ومن ثم حواسه، قبل أن يمضي في القراءة ويضع يده على المعنى الذي دفع بهؤلاء المبدعين إلى اختيار ذلك العنوان من جهة، وإلى التخفي وراء رموز ومسميات غريبة وجديدة من جهة أخرى .
وأثق أنّ القارئ المتابع سوف يكتشف بعد المضيّ في قراءة القصائد أن العنوان يتحكّم أو يدلّ على ما تحمله النصوص من دلالات وما تقوم به اللغة من إبحار في عوالم وأبعاد رمزية عميقة.
وما يحيرني كقارئ هو هذا التّوافق بين المبدعين الأربعة على الالتزام وبشكل مطلق على تمثّل تجربة واحدة مع اختلاف واضح في أساليب التعبير عنها وفقا لقدرات كل مبدع وإمكانات نجاحه في اختراق الحواجز المانعة للوصول بالتجربة إلى فضائها المنشود والمتخيل.
ولا أشك في أنّ هذه التجرية التي قد تبدو متواضعة ستكون موضع اهتمام من قرّاء الشعر ونُقّاده ليس في بلادنا فحسب، بل وعلى مستوى الوطن العربي، وأنّها بداية لتأسيس أفق جمالي غير مسبوق سواءً من منظور التشكيل أو الدّلالة أو طريقة توليد التصور،وما تكشفه القراءة الممعنة من علاقة تكاملية فيما بينها جميعاً ومن عناصر مشتركة فيبدو أكثر وضوحا في استخدام التناصّ المستوحى من الكتب الدينية.
ختاماً ، من حقّ هاتين المبدعتين : أحلام إبراهيم شرف الدين، وأميرة شايف الكولي. والمبدعين: حسن شرف المرتضى ومحمد عبدالقدوس عثمان. من حقهم جميعا أن يحلموا بإنشاء( سفر تكوين) شعري جديد يقوم على استخدام كل الأشكال الشعرية، من النظام العمودي على نظام التفعيلة وحتى قصيدة النثر، فالإبداع الحقيقي أكبر من الشكل.
كما أنّ من حق هؤلاء المبدعين الأربعة أنْ يعلنوا أنّهم يمثلون طموحات الجيل الجديد من الشعراء الشُّبان والشاعرات الشابات الذين خرجوا من منحنى الانعطافة التاريخية التي تفصل بين المستقبل، وكان هدفهم وسيبقى تعميق الرؤية المنبعثة عن هذا التحول الكبير ليس في حياتهم فحسب وإنما في حياة الوطن والأمة.
كلية الآداب_ جامعة صنعاء
في17/2/2011م