عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2016, 11:54 AM
المشاركة 43
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هلاك الأرض… و”نبوءة” ستيفن هوكينغ
يونيو 18, 2015*|*

أنور عقل ضو |
أثارت “نبوءة” عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، وما تزال، جدلا واسعا في الأوساط العلمية، حين أكد أن “البشرية لن تعيش 1000 عام أخرى إلا بالفرار من الأرض“، خصوصا وأن هوكينغ يؤمن – وفق مواءمة فلسفية علمية – بإمكانية العيش في كوكب آخر، مستشرفا التطور السريع في مجال اسكتشاف الفضاء، حتى أنه أبدى تخوفا من أن يتفوق العقل الصناعي على عقل الإنسان خلال المئة عام المقبلة.
أبعد من ذلك، طرح العالم البريطاني إشكالية أخلاقية في قوله أن “الأرض باتت أكثر وحشية“، وإن لم يتوسع في توصيف فكرته، فهي بالتأكيد متصلة بجشع الإنسان وأنماط استهلاكه واستنزافه لموارد الأرض، واستمرار النزوع إلى الشر وسط ما نشهد من حروف متزايدة منذ دخول الألفية الثالثة.


بعيدا من الصخب المستمر حيال تصريحات هوكينغ الحائز على قلادة ألبرت أينشتاين، وأحد أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، تستدعي هذه “النبوءة” مقاربة من نوع آخر، بعيدا من رؤى علمية شديدة التعقيد ومحاكاة فيزيائية للكون وكوكب الأرض جزء من منظومته.
إذا نظرنا على سبيل المثال إلى ما تملك الدول العظمى من سلاح نووي، فذلك وحده كافٍ للتأكيد أن العالم سائر إلى الفناء، ربما عن طريق خطأ تقني، أي بـ “كبسة زر“، أو بالعمد و“الانتحار الجماعي“، ونتذكر في هذا السياق، ما ردده فيلسوف غربي عام 1962 يوم حبس العالم أنفاسه في ذروة أزمة الصواريخ الكوبية أو ما يعرف بأزمة الكاريبي “سنموت جميعا خلال أيام“.
حتى وإن اتسم سلوك الإنسان بعقلانية تجنب الكوكب الهلاك، فذلك لا يعني أننا سنكون في منأى عن الأخطار المحدقة بالأرض، فقد ذكر الكاتب الأميركي بيتر سكاون في كتابه “أميركا… الكتاب الأسود” أن عددا من القنابل النووية الصغيرة Mini Bomb اختفى من ترسانة الاتحادي السوفياتي عقب انهياره، وليس ثمة من يعلم إلى الآن كيف اختفت، ولا مكان وجودها، ولا الجهة التي سهلت سرقتها.
ومن ثم ماذا عن السلاح النووي؟ خصوصا إذا علمنا أن بعضها غير قابل للتفكيك كالقنبلة الهيدروجينية، ففي كتاب “التاريخ السياسي للقنبلة ولتسرّب الأسلحة” لتوماس سي رييد وداني بي ستيلمان، تأكيد بأن “القنبلة الهيدروجينيّة، ليست محدودة الحجم“، والعلماء الأميركيّون الذين وضعوا مخططاتها في أربعينيات وخمسينيات القرن الكاضي أطلقوا عليها لقب “السلاح الخارق“، ويشير الكتاب إلى أنه “في أواخر العام 1952 أدّت التجارب على تلك القنبلة إلى سحق (جزيرة إيلوغيلاب) في المحيط الهادئ، وقد عدّ انفجارها أقوى من انفجار قنبلة هيروشيما بسبع مائة مرّة!”.
ولا ننسى أننا في منطقة الشرق الأوسط معرضون لخطر دائم – بحسب تقرير سابق لـ “غرين بيس” – بسبب مفاعل ديمونة في فلسطين المحتلة، فهو بمثابة قنبلة موقوتة لسببين اثنين، أولهما أن المفاعل قائم في منطقة نشطة زلزاليا، وثانيهما أن المفاعيل عينه تم بناؤه بتقنيات الخمسينيات من القرن الماضي، ولا يمكن الوقوف على معايير السلامة في هذا المفاعل، بسبب أن هذا الكيان المحتل غير منضو في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (1968)، فضلا عن أن إسرائيل لم تصرح حتى الآن عن امتلاكها للسلاح النووي! رغم عبارة رئيسة وزراء الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير في حرب 1973 عندما وصل العرب إلى بحيرة طبرية وعبروا قناة السويس “افتحوا مخازن ديمونة“، قبل أن يتحول مسار المعركة في اتجاه آخر لأسباب يطول شرحها.
في سياق آخر، صرح علماء قبل سنوات عدة أن “فناء العالم لن يكون من خلال السلاح النووي وإنما من خلال الفيروسات“، ومن يعلم إن كنا سنواجه فيروسات في المستقبل لن نتمكن من احتوائها، وقد تضع الكوكب بأسره في “حجر صحي“.
لكن ما يهمنا في هذه العُجَالة ما نواجه من تحديات كونية على مستوى المناخ، فللمرة الاولى في التاريخ يتوحد العالم على قضية يقر الجميع بأخطارها، وإن لم نرتقِ إلى مستوى الأخطار المحدقة، ما يبقي الطريق إلى مؤتمر باريس للمناخ في كانون الأول (ديسمبر) 2015 مزروعا بالألغام، بالرغم من أننا جميعنا في مركب واحد ونواجه التحديات ذاتها، وإذا لم ينجح قادة العالم في إبرام اتفاق ملزم بوقف الانبعاثات، فستختفي قبل نهاية القرن العديد من الدول والمدن الكبرى وتبتلعها المياه بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار نتيجة ذوبان الجليد القطبي، فضلا عما سنشهد من مظاهر مناخية متطرفة أكثر مما شهدنا خلال العقد الماضي بسبب الاحترار.
ومن ثم أكدت التجارب أن ليس ثمة طاقة نووية آمنة، منذ كارثة تشرنوبيل (1986) ولاحقا كارثة فوكوشيما (2011)، وما بينهما من عشرات الحوادث الصغيرة التي تكتمت عنها العديد من الدول، ولا سيما في أوروبا، ونستغرب أن مؤتمرا دوليا للمناخ لن يتطرق إلى ما تمثل المفاعلات النووية من خطر محتمل على البيئة والانسان وتاليا مستقبل الكوكب، لا سيما وأن عددها على مستوى العالم يقدر بنحو 435 موزعة تستحوذ الولايات المتحدة على حصة الأسد فيها مع 104 مفاعلات.
أمهَلَنا ستيفن هوكينغ ألف عام، لكن إذا ما نظرنا إلى ما يواجه الكوكب من أخطار، نجد أن “نبوءة” العالم البريطاني مُغرقة في التفاؤل، ولا نملك من خيار في المدى المنظور إلا مراعاة قوانين كوكب الأرض من خاصرة البيئة إلى أن نجد كوكبا بديلا!
مرتبط
ستيفن هوكينغ... والبحث عن كوكب آخر!
يبقى عالم الفيزياء النظرية الأشهر في العالم ستيفن هوكينغ Stephen Hawking الأكثر استشرافا لما يهدد وجودنا الإنساني، وتحظى طروحاته وأفكاره دائما باهتمام العلماء والناس العاديين على حد سواء، وقد أثارت "نبوءته" وما تزال، جدلا واسعا في الأوساط العلمية، حين أكد أن "البشرية لن تعيش 1000 عام أخرى إلا بالفرار من…
في "رأي"

ستيفن هوكينغ: على البشرية استيطان الفضاء وإلا ستنقرض
في "أخبار"

زوكربرغ وهوكينغ والروسي ميلنر... يستكشفون الفضاء بمركبات فضائية نانوية!
في "قضية اليوم"