عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2013, 12:02 PM
المشاركة 17
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أستاذ حامد , ...
أنزل عند رغبتك بنقاش ٍ مفيد وحوار ٍ هادف إن شاء الله , راجية ً أن يتحقّق لنا وللقرّاء :
هذا تفسيرك الشخصي للكلمة كما يبدو , أو ما تثيره في نفسك من معانٍ ...
لا أوافق على إطلاقه ( وعدم موافقتي مثلا ً في قولك : أنهم لم يقعوا على مواطن الجمال في كتابته وحاربوه وتجاهلوه وما إلى ذلك - وأوفقك في : أن ّ البدايات تكون متعثّرة وهذا لزاما ً ) لكن به بعض ممّا قلته أنت , وإليكّ بيانُ رأيي :
أنا ذكرت لك أن ّ مثابر : مواظب على العمل , ومدوام عليه , وهذا المعنى يختلف عن غزارة الإنتاج وغيرها ولم أقصدها , فلربّما تكون المواظبة على القليل من العمل أليس كذلك ؟
وأي ْنعم كلمتى ( مثابر ) فيها معنى من الصّمود والعزم وأنا قصدتكَ به , وأراك ذكرت في حديثك بأنّك تعرّضت لما يفتّ من عزمك ويقلل من جِدّك لفترات ثم ّ عدت َ أقوى , وأخبرتك أنّ هذا ديدن أصحاب المبادئ وهو شأنهم ...
هل أوضحت ُ لك مقصدي الآن بشكل أكبر ؟ .. أرجو ذلك ...

[justify]
حياك الله أختي الكريمة حنان ولنستكمل نقاشنا بهدوء يحقق الفائدة لنا جميعاً
بالنسبة للمثابرة لازلت عند تعريفي لها وهي الجد والاجتهاد والمداومة على العمل رغم وجود بعض المعوقات الخارجية وسبق أن ذكرتها أو الداخلية من عدم الخبرة أو قلة الامكانيات أو اقحام النفس في مجال يبتعد كثيراً عن المكونات الشخصية كمن يتجه للتصوير الفوتوغرافي وهو لا يملك الاحساس بالجمال الفطري .
وبالتالي لا أرى أن هناك عظيم فرق بين قولي وقولك بل نحن تقريباً متفقين مع اشتراطي لوجود معوقات ولو بسيطة توقف تقدم الشخص الذي نصفه بالمثابر .
بالمناسبة أنا لم أذكر أنني تعرضت لمحاربة في منابر في بداياتي أنا طرحت الموضوع على هيئة استفهام استنكاري ويبدو أنك لم تدركي مغزى العبارة ، على العموم تظل وجهة نظر منك وأنا احترمها إن كنت تشعرين بأنني مثابر ولو لم أتفق معك حيالها .
[/justify]

بالغ تعزياتي لك , ألا رحمها الله وغفر لها ذنبها ووسّع عليها مُدخّلها ومدّ لها في مثواها وأفسح مدّ بصرها
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار , فالصّبر والاحتساب , وإلى ذاك حالُنا كلّنا ..
يعلم الله بأنّي لم أُرِد أن انكأ الجراح وأتجرّأُ على ما ليس لي !

[justify]
كل الشكر لك على هذه الكلمات الثمينة وأسأل الله لها الرحمة وأن يلهمنا الصبر والسلوان .
[/justify]

العفوية والطّلاقة في إحساسك بيّنة جداّ - ويا أخي, هي أساس الشعور الصادق هذه العفوية وعدم التكلّف
وكم بغيض ٌ إليّ التكلّف , وممقوتٌ تنميق الإحساس في وجهة نظري , فكيف بالتّعبير عنه ؟! ألا يكون أشدّ بأسا ً التكلّف في اللغة وتحميل المفردات فوق ما هي له ؟!
كلّ ما قلته لك وأردتُه لك فقط هو التوسّع في قراءة الأدب شعرا ً ونثراً , والإكثار حتّى تغزر المفردات عندك لتفي بحاجتك للتّعبير بإحساسك .. ويصل ُ لي وللقرّاء بعدها دقيق َ الّذي تريد أن تقوله وتعبّر عنه ,
هذا هو فقط ...
ولهذا وحده أردت تشجيعك والاحتفاء الموهبة الظّاهرة لديك في التّعبير وأن أشدّ على عزمك في الاستمرار , وكلّنا نبدأ بدايات كالّتي قلت .. لكن الشأن كلّ الشأن في المواظبة والمدوامة , و ... المثابرة

[justify]
بالتأكيد كلنا يحتاج للاستزادة من الاطلاع على التجارب السابقة خاصة لأرباب الكلمة والمبدعين حتى نبدأ من حيث أنتهى الآخرون نصيحة أعتز بها كثيراً وسأفعل بإذن الله ولو أنني متابع قديم ومتذوق منذ الصغر للشعر ولكن عندما تخوض التجربة بنفسك ستكون القراءة مختلفة والتركيز أكبر لذلك وجبة المطالعة من جديد بتركيز أكبر .
بالمناسبة لك كل الشكر على عباراتك التشجيعية ولو أني لا أرى نفسي في تلك المكانة التي وضعتني بها فأنا أقل بكثير من وصفي بالموهوب وما أنا إلى صعلوك في محراب الأدب كما ذكرت لك سابقاً .
[/justify]

وجهة نظر تقدّر , ونعم الشّعر يقيّد الإفاضة في التّعبير والاسهاب بالالتزام بالقافية والوزن , وكما ذكرت .. لا يكتمل معناه ومبناه إلّا لو تأتّى لفنّان صاحب ملكة وإجادة ولغة ... وما أكثرهم في قدمائنا - وعلى رأسهم مالئ الدنيا وشاغل النّاس أبو الطّيب أحمد بن الحسين المتنبّي - .. وأندرهم في شعرائنا المعاصرين ..

[justify]
هنا أنا أتفق معك تماماً أصبحنا الآن نسمع بعض المفردات في الشعر العربي كان من المستحيل أن تجدها حتى في النثر بدأ مسلسل الانحدار بخوض الجميع لتجربة الكتابة دون حرمة لهذا الفن ولعلي أكون أحد هؤلاء المتجرئين على الشعر من غير أهله .
[/justify]


العفو , وهي تستحق ّ , شاكرة أنا اعتزازك برأيي البسيط .
ولك َ - قدر َ استطاعتي - ما طلبت من الأمثلة على تغيير المفردات وإبدالها :
وفي القلبِ حنينٌ لا تُقلهُ النبضاتُ = وفي القلب حنين ٌ لا تحمله النّبضات
وقلت ( لا تحمله ) لأن الحنين أحياناً يُثقَل به صاحبه ولا يجد له حيلة .. فيشجى به , هذا في رأيي .
فرجوتُها حلُماً لنسجِه أهاتُ = رجوتُها حلما ً من نسَمه آهات ُ
لو كانت نسيم أحلامك تلك الآهات .. لأتت حقّا بفيض ما راودك وقتها من الحزن أو الشجن ..
وأرى أنّ الأحلام لا تُنسَج ! .. إلّا لو كانت أحلام يقظة
فغدوت كماً مهملاً يتقاذفه الهوى = .......
لو كان تشكيل ( كمّا : كَمّاً ) وقصدك بها كيان أو ما شابه , فالرأي رأيك وفي موقعه بالنسبة لي
ولو كان التشكيل ( كُمّاً ) فلا أشعر به يستقيم .. وأيضا ً لم يحضرني بديل له ..

[justify]
في هذه الجزئية تحديداً ترسخ لدي بالفعل أن المعنى في بطن الشاعر ففهمك للنص أبتعد كثيراً في بعض العبارات عن المعنى الذي تقصدته وإليك تفصيل ذلك
[/justify]

وفي القلبِ حنينٌ لا تُقلهُ النبضاتُ = وفي القلب حنين ٌ لا تحمله النّبضات
وقلت ( لا تحمله ) لأن الحنين أحياناً يُثقَل به صاحبه ولا يجد له حيلة .. فيشجى به , هذا في رأيي .

[justify]
أحترم وجهة نظرك كثيراً لكنني أرى ثقله أجمل كمفردة وأقوى كمعنى وليس ذنبي إن كان المتلقي لا يملك من الثقافة ما يبدد غموض بعض المفردات غير المتداولة بكثرة وللتفصيل أكثر فالحمل لا يرتبط كثيراً بوزن المحمول فعبارتك لو كتبت هكذا ( في القلب حنين لا تحمله النبضات ) سيصل المعنى بشكل واضح بأن النبضات لم تحمل الحنين ولكن مع جهل السبب فقد يكون رفضاً من النبضات لكبر حجم الحنين وقد يكون لانشغالها بأمر أخر .
لكن عندما استخدمت مفردة ثقله وهي تعني بالمناسبة تحمله كان الفرق وهو أن هذه المفردة ربطت بين عدم الحمل والسبب في ذلك وهو ثقل هذا الحنين( وزنه الزائد ) حتى عجزت النبضات عن حمله وهو المعنى الذي قصدته تحديداً ولا أجد أجمل من هذه المفردة وأقوى لإيصاله كما أريد أنا وليس كما يريد المطالع لهذه المحاولة .
[/justify]

فرجوتُها حلُماً لنسجِه أهاتُ = رجوتُها حلما ً من نسَمه آهات ُ
لو كانت نسيم أحلامك تلك الآهات .. لأتت حقّا بفيض ما راودك وقتها من الحزن أو الشجن ..
وأرى أنّ الأحلام لا تُنسَج ! .. إلّا لو كانت أحلام يقظة

[justify]هنا ابتعدت كثيراً عن المعنى الذي أريده بالمفردة الجديدة ( نسمه ) ولكن دعيني في البداية أوضح المعنى وهو أنني انشغلت كثيراً بالتفكير في بقائها بجانبي على الدوام وكون هذا منافي للفطرة التي خلقنا عليها الله سبحانه وتعالى وهو أن الموت مصيرنا جميعاً ولا يمكن أن يخلد حبيب بجوار حبيبه فسميت هذا المطلب حلم أي أنه غير واقعي ولأن هذا الحلم يصعب تحقيقه أو يستحيل فشبهته بالناسج الذي ينسج قطعة من القماش ويتألم في عمله هذا لأنه يعلم يقيناً أن هذه القطعة التي أحب نسجها رغم تيقنه من عدم الاستفادة منها فهو يتأوه من تعب لا طائل منه أجبره عليه العشق لهذا النسج والخلاصة أنني أردت هنا أن أقول أنني أحببتها وانشغلت بالتفكير في بقائها معي حتى أخر يوم من عمري فأتعبني هذا التفكير وجعلني أتأوه من الألم لأنني أعلم يقيناً أن تحقيقه مستحيل . [/justify]
فغدوت كماً مهملاً يتقاذفه الهوى = .......
لو كان تشكيل ( كمّا : كَمّاً ) وقصدك بها كيان أو ما شابه , فالرأي رأيك وفي موقعه بالنسبة لي
ولو كان التشكيل ( كُمّاً ) فلا أشعر به يستقيم .. وأيضا ً لم يحضرني بديل له ..

[justify]
المعنى هنا هو ما ذكرتيه من أنني بدونها أصبحت شيءً تافهاً تحركه النوازع النفسية بعد فقدها وبالتالي فالمفردة المستخدمة هنا أعتقد أنها في محلها وأدت المعنى الذي أريده بدقة عالية فالكم ( كماً ) تعني الشيء الفاقد للهوية وللقيمة لذلك يوصف بالكم الأشياء المتجمعة على هيئة كوم دون تمييز بينها يجعل قيمتها في حجمها دون تمييز بينها ويجعلها أيضاً عرض للتحريك من مكانها بأي وسيلة كانت من رياح أو عبث العابثين دون سلطان منها على ذلك وهذا مصدر تفاهتها .
[/justify]


هذا فقط ما وقفت ُ عنده , وأريد أن أذكر أننّي على الناحية الآخرى تأثّرت وأنا أقرأ .. وأي قارئ يترك لنفسه إحساسه يُصيبه هنا مثلا ً :
" لوعةٌ بالنفسِ
مسرحُها الجوى
وأسى بعيني
فاضت به دمعاتُ
أحببتها دهراً
وألفتُ بقاءها
فكنتُ الأسيرَ
بحبِها أقتاتُ "
يأخذه البكاء , أو على الأقل ّ تدمع عيناه !
وهنا :
"فاضت علي
بنبلها
وسخائها
فرجوتُها حلُماً
لنسجِه أهاتُ "
أسى ً وأي ّ أسى ... ّ!! الصمت عنه بليغ .
وهنا :
" فغدوت دونها
تائهٌ تؤرقهُ العتماتُ "
حيرة وضياع وأي شعور قاس هو ! أي شعور !!
وأخيرا ً :
" حتى تلاشى طيفها
فغدوت كماً مهملاً
يتقاذفه الهوى
وتؤنسهُ الحسراتُ "
لا أريد أن أقول .. سوى , رحمها الله .. رحمها الله .. ورحمكَ أيضا ً .
وعفواً عفوا ً أخي الكريم - تقبّل تقديري

[justify]
أشكر لك هذا المرور العاطر وتبقى كلماتك تلك شهادة أعتز كثيراً بها ... تحياتي
[/justify]

صفحتي على تويتر
H_motafael@