عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2013, 09:51 AM
المشاركة 16
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذ حامد , ...
أنزل عند رغبتك بنقاش ٍ مفيد وحوار ٍ هادف إن شاء الله , راجية ً أن يتحقّق لنا وللقرّاء :

بالنسبة لمفردة مثابر أعرف أن معناها الجد والعمل بنشاط لكن في ظل عراقيل ومنغصات تحيط بالإنسان هكذا تستخدم مذ عرفتها فيقال عن الإنسان أنه مثابر إذا كان جده واجتهاده مواكباً لصعوبات تواجهه أستطاع أن يتغلب عليها ويحقق النجاح في ظلها .
وفي مجال الكتابة تستخدم للدلالة على أن الكاتب كانت بداياته متعثرة جداً إما لضعف فيه أو لضعف في المحيطين به بحيث لم يقعوا على مواطن الجمال في كتاباته فحاربوه أو تجاهلوه وربما أنه لازال يكتب رغم السوء الذي يعتري كتاباته لذلك تعتبر هذه المفردة مدحاً إذا كانت الكتابات بالوصف الذي ذكرته لك وتكون ذماً إذا لم يكن شيءً من ذلك ظاهراً للعيان ويعتقد الكاتب في نفسه أنه جيداً لحد ما ولم تعترضه أي منغصات .
هذا تفسيرك الشخصي للكلمة كما يبدو , أو ما تثيره في نفسك من معانٍ ...
لا أوافق على إطلاقه ( وعدم موافقتي مثلا ً في قولك : أنهم لم يقعوا على مواطن الجمال في كتابته وحاربوه وتجاهلوه وما إلى ذلك - وأوفقك في : أن ّ البدايات تكون متعثّرة وهذا لزاما ً ) لكن به بعض ممّا قلته أنت , وإليكّ بيانُ رأيي :

هذا ما أفهمه واعتقد أن الكثير يوافقونني على هذا المعنى وفي حال أردت المعنى الذي تتحدثين عنه كان بإمكانك استخدام مفردات أخر من قبيل الكاتب المجد أو غزير الانتاج أو النشيط أو متدفق الانتاج أما مكافح أو مثابر فهذه ترتبط بعراقيل تعترض مسيرة الإنسان ودونك جهابذة اللغة حتى يفصلوا بيننا في هذا الشأن .
أنا ذكرت لك أن ّ مثابر : مواظب على العمل , ومدوام عليه , وهذا المعنى يختلف عن غزارة الإنتاج وغيرها ولم أقصدها , فلربّما تكون المواظبة على القليل من العمل أليس كذلك ؟
وأي ْنعم كلمتى ( مثابر ) فيها معنى من الصّمود والعزم وأنا قصدتكَ به , وأراك ذكرت في حديثك بأنّك تعرّضت لما يفتّ من عزمك ويقلل من جِدّك لفترات ثم ّ عدت َ أقوى , وأخبرتك أنّ هذا ديدن أصحاب المبادئ وهو شأنهم ...

هل أوضحت ُ لك مقصدي الآن بشكل أكبر ؟ .. أرجو ذلك ...


بالنسبة للمفردات ربما تكون وجهة نظرك صحيحة لكن هذه الكلمات صادقة وعفوية عبرت فيها عن احساسي بفقد كبير بعد وفاة الوالدة يرحمها الله والفراغ الكبير الذي عانيته من بعدها ولم أحاول تنميق النص باختيار مفردات معينة سوى ما أجبرت عليه من توحيد القافية فقط
بالغ تعزياتي لك , ألا رحمها الله وغفر لها ذنبها ووسّع عليها مُدخّلها ومدّ لها في مثواها وأفسح مدّ بصرها
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار , فالصّبر والاحتساب , وإلى ذاك حالُنا كلّنا ..

يعلم الله بأنّي لم أُرِد أن انكأ الجراح وأتجرّأُ على ما ليس لي !
والعفوية والطّلاقة في إحساسك بيّنة جداّ - ويا أخي, هي أساس الشعور الصادق هذه العفوية وعدم التكلّف
وكم بغيض ٌ إليّ التكلّف , وممقوتٌ تنميق الإحساس في وجهة نظري , فكيف بالتّعبير عنه ؟! ألا يكون أشدّ بأسا ً التكلّف في اللغة وتحميل المفردات فوق ما هي له ؟!

كلّ ما قلته لك وأردتُه لك فقط هو التوسّع في قراءة الأدب شعرا ً ونثراً , والإكثار حتّى تغزر المفردات عندك لتفي بحاجتك للتّعبير بإحساسك .. ويصل ُ لي وللقرّاء بعدها دقيق َ الّذي تريد أن تقوله وتعبّر عنه ,
هذا هو فقط ...



على العموم التجارب الأولى لا أتوقع أن تولد عملاقة ولابد أن يكون فيها من الهنات والونات الشيء الكثير وملاحظاتك في هذا الشأن محل تقدير كبير ولعلي في القادم أحاول بقدر استطاعتي تحقيق التوازن بين جمال اللفظ وقوة المعنى .
ولهذا وحده أردت تشجيعك والاحتفاء الموهبة الظّاهرة لديك في التّعبير وأن أشدّ على عزمك في الاستمرار , وكلّنا نبدأ بدايات كالّتي قلت .. لكن الشأن كلّ الشأن في المواظبة والمدوامة , و ... المثابرة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أن أوافقك الرأيي بالنسبة للخاطرة التي تتجرد من أي قوالب تتحكم فيها بخلاف فنون الأدب الأخرى وعلى رأسها الشعر والقصة والرواية لكنني لا زلت مصر على أن الشعر أكثر فنون الأدب تقييداً للكاتب بحكم تقييده في التفعيلات والقافية والموسيقى الشعرية مما قد يضر بالمعاني وهذا يتوقف على الشاعر وقدراته الابداعية والتي من خلالها يستطيع الموازنة بين كل هذه القيود لخلق نص ابداعي أما القصة فقيودها أقل من الشعر لذلك قد يكون الإحساس والشعور فيها أكبر وهذا منافي لما ذكرتي من الجمود في أدب القصة هذه وجهة نظري وأنا مصر عليها الإحساس في القصة يفوق الشعر إذا كتبت بطريقة ابداعية والشعر كذلك ما وجد إلا من أجل بث هذه الأحاسيس ولكن قلة من الشعراء هم من يستطيعون الموازنة بين الاشتراطات الشعرية وإحساس القصيدة وإجمالاً المشاعر والأحاسيس تحتاج لشاعر مبدع ومتمرس حتى يستطيع ايصالها مع الحفاظ على الوزن والقافية وباقي الاشتراطات الشعرية أما القصة فبث الإحساس بها أسهل إذا وجد من يملك هذا الإحساس ويستطيع تسطيره مفردات على الورق لأن الاشتراطات أقل هنا .
وجهة نظر تقدّر , ونعم الشّعر يقيّد الإفاضة في التّعبير والاسهاب بالالتزام بالقافية والوزن , وكما ذكرت .. لا يكتمل معناه ومبناه إلّا لو تأتّى لفنّان صاحب ملكة وإجادة ولغة ... وما أكثرهم في قدمائنا - وعلى رأسهم مالئ الدنيا وشاغل النّاس أبو الطّيب أحمد بن الحسين المتنبّي - .. وأندرهم في شعرائنا المعاصرين ..


خلاصة القول أشكر لك هذا الاهتمام بخربشاتي وأيم الله أنني أعتز كثيراً بنقدك لأنني أأمن بأن الأعمال الجيدة والمثيرة للاهتمام هي ما ينتقد لكن صدقاً كنت أود أن تكملي جميلك وتعطيني أمثلة عن بعض المفردات التي لم يكن من المستحسن استخدامها وبدائلها من مفردات لغتنا العربية الجميلة .
العفو , وهي تستحق ّ , شاكرة أنا اعتزازك برأيي البسيط .
ولك َ - قدر َ استطاعتي - ما طلبت من الأمثلة على تغيير المفردات وإبدالها :

وفي القلبِ حنينٌ لا تُقلهُ النبضاتُ = وفي القلب حنين ٌ لا تحمله النّبضات
وقلت ( لا تحمله ) لأن الحنين أحياناً يُثقَل به صاحبه ولا يجد له حيلة .. فيشجى به , هذا في رأيي .

فرجوتُها حلُماً لنسجِه أهاتُ = رجوتُها حلما ً من نسَمه آهات ُ
لو كانت نسيم أحلامك تلك الآهات .. لأتت حقّا بفيض ما راودك وقتها من الحزن أو الشجن ..
وأرى أنّ الأحلام لا تُنسَج ! .. إلّا لو كانت أحلام يقظة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فغدوت كماً مهملاً يتقاذفه الهوى = .......
لو كان تشكيل ( كمّا : كَمّاً ) وقصدك بها كيان أو ما شابه , فالرأي رأيك وفي موقعه بالنسبة لي
ولو كان التشكيل ( كُمّاً ) فلا أشعر به يستقيم .. وأيضا ً لم يحضرني بديل له ..


هذا فقط ما وقفت ُ عنده , وأريد أن أذكر أننّي على الناحية الآخرى تأثّرت وأنا أقرأ .. وأي قارئ يترك لنفسه إحساسه يُصيبه هنا مثلا ً :

" لوعةٌ بالنفسِ
مسرحُها الجوى
وأسى بعيني
فاضت به دمعاتُ
أحببتها دهراً
وألفتُ بقاءها
فكنتُ الأسيرَ
بحبِها أقتاتُ "

يأخذه البكاء , أو على الأقل ّ تدمع عيناه !

وهنا :
"فاضت علي
بنبلها
وسخائها
فرجوتُها حلُماً
لنسجِه أهاتُ "

أسى ً وأي ّ أسى ... ّ!! الصمت عنه بليغ .

وهنا :
" فغدوت دونها
تائهٌ تؤرقهُ العتماتُ "

حيرة وضياع وأي شعور قاس هو ! أي شعور !!

وأخيرا ً :

" حتى تلاشى طيفها
فغدوت كماً مهملاً
يتقاذفه الهوى
وتؤنسهُ الحسراتُ "

لا أريد أن أقول .. سوى , رحمها الله .. رحمها الله .. ورحمكَ أيضا ً .


وعفواً عفوا ً أخي الكريم - تقبّل تقديري

سوسنة الكنانة