الموضوع: مستعمرة الحزن
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
5513
 
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي


علي بن حسن الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,762

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
الرياض - السعودية

رقم العضوية
7494
05-30-2011, 07:26 PM
المشاركة 1
05-30-2011, 07:26 PM
المشاركة 1
افتراضي مستعمرة الحزن
(...) !
حزين أنت، وحزنك منك وفيك..
اعترف لي بأن الأيام ليست متشابهة، وأن عينيك ليست متشابهة، فربما كانت "هي" قلوبنا "متشابهة" !
من أنت؟ ومن أنت؟ ومن أنت؟
أنت رجل حزين !
كئيب.. ممل.. مريض.. قالوا فيك "مس"، و"صداعك" أزلي !
لماذا لا تتنهد كما يتنهد الآخرون في زفرات "مجانية" تتقاطع مع أنفاس يقال عنها "غالية الأثمان".. بــ"..." دولار، و"..." يورو !
ما أتعسك أيتها الـ"عملات" العربية !
ما أشقاك !
إني أكره تعاستك وشقاءك، وأنت "غالية الأثمان" أيضا !
أنت رجل حزين !
كئيب.. ممل.. مريض.. وفيك "صدااااع" !
جعلت من قلبك "مستعمرة" للحزن، لأنك أردت أن تقاتل بوفائك الصداع، وقليل من حزنك المستعمر قلبك..
لماذا لم تبك كآبتك ومللك ومرضك و... صداعك الأزلي؟!
كنت ترى أن البكاء للنساء.. والدموع للنساء..
والحب للنساء !
وأنت.. رجل حزين !
يعتصر الحزن قلبك الحزين، ونافذة فكرك تسبح في بحر عميق من الهموم، والألم، والحزن !
تخترق الطعنات لحاف وجدك، وتمزق الآهات كبرياء انتكاسات "حظك" في الفرح، والرقص، والغناء، وبعض "التدين" المعتل بــ"واي" وقطعة قماش لم تغط انفراج سواد القدمين، والرقبة، و... الوجه المظلم !
أنت رجل حزين..
أقسم بالله أنك كذلك.. رجل حزين.. حزين..
ولكنك سعيد !
تتظاهر بأنك سعيد، والحزن يستعمر قلبك، وعقلك، وعينيك التي أرهقتها بدموعك الغارقة في جوفك الأجوف من كل شيء.. إلا من الحزن.. فأنت رجل حزين !
جوارحك حزينة، مزقها كبرياء صمتك، وعناد عينيك، وجبروت فؤادك، ونظراتك البريئتين إلى طريق طويل.. طويل.. طويل.. لعلك سابقه، ولعلك سابح في بركة مائه و.. دمائه !
أنت رجل حزين..
تنظر إلى طهارة الخلق بطهر، ويقتلون عفتها في وضح النهار، قبيل المغرب، بزيف "عهر" !
هذه هي أخلاق المجانين !
إن لديهم خلقا، وحسن خلق، ووفاء، وسعادة، وفرحا، وشقاء، وذكاء، وانتقاما من المجتمع "الغبي"، المتهالك، المجنون مثلهم، وقبلهم، ولكن لديهم.. حزن.. فيهم حزن..
مجانين، نعم ! هم مجانين، ولكنهم يحزنون، وحياتهم ليس فيها "فجور" أو "سفور" أو رغبة وحشية قتلت رجلا في "عز" الظهر، وأمام الخالق و"بعض" الخلق الذي رد أسفل سافلين، وجعل نفسه من المغضوب عليهم إلى يوم الدين !
أنت رجل حزين..
وحش كاسر، مكسور، مأسور، وفيك... حزن !
تعربد هنا وهناك، وتتملق لكل المجانين.. والعقلاء من العقلاء والمجانين..
تبا لك !
لأنك رجل حزين، يتسول الآخرون "الدولار" و"اليورو" وأنت تتسول الوفاء، والعفة، و... الحزن.
سأتوقف هنا.. هنا.. هنا.. وزفيري يسابق فتحات أنفي؛ رغم أنفي الأشم، وأنوفكم لم يتعد مداها تعفن أجسادكم !
وأنت رجل حزين..
مع حبي وتقديري للجميع.
أبو أسامة.. فقط !


زحمة وجوه وعابرين!

التعديل الأخير تم بواسطة علي بن حسن الزهراني ; 05-30-2011 الساعة 09:00 PM