عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2021, 11:34 PM
المشاركة 3
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ذاكرة المرايا [2]
دخل الحمام يستعد لحلاقة ذقنه..
غسل وجهه، وضع صابون الحلاقة وسرح في وجهه المعكوس على المرآة.
صوت داخلي بدأ يمدح شبابه وجاذبيته..
"مازلتُ صغيراً ووسيماً لأقبر هذا كله في الزواج"
امسك شفرة الحلاقة وبدأ يقودها على طرقات وجهه الغضة.. وقبل أن يصل لآخر محطة، توقف شَارِدًا في غياهب أمنياته الكثيرة لبرهة استغرقت سبعون خريفاً معلقاً على شجرة عجوز سئمت من نفسها وحيدة، حتى الرياح استكبرت إلقاء التحية على أغصانها العارية...
أكمل حلاقة آخر شعرة عالقة على وجهه الهرم.. امسك منشفة يجفف فيها حقول وجهه المهجورة..
صوت داخلي يضحك على شر البلية وعيناه بحيرتا ملح.. خرج من الحمام ووقف على شرفة حياته منتظرا تساقط ما تبقى من وريقات....

.
.
"من مرآة عجوز وحيد مع سبق الإصرار"

.

نص جميل
وأسلوب ملفت
مميز

وزاد من إعجابي صديقي السبعيني المفعم بالحياة والحيوية الراقي جدا
ولعله توأم بطل هذه القصة الجميلة

(لبرهة استغرقت سبعين خريفا)

أجدت كثيرا أستاذة كوكب

تحياتي
والتقدير