الموضوع: إعجاز
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2021, 10:20 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: إعجاز
وما دامت البلاغة هي *مطابقة الكلام* لمقتضى الحال كما يرى أهل اللغة، فإننا نورد هنا شاهدين من القرآن الكريم تظهر فيهما هذه الصفة بصورة جلية معجزة :

الشاهد الأول : قوله تعالى : (عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) سورة التوبة 43 . ونلاحظ هنا أن العفو والصفح قد سبق العتاب ، وذلك لأن المسألة هنا مجرد تصرف ظرفي من النبي صلى الله عنه. ولاحظوا هنا رقة الألفاظ حتى لكأنها كلمات تحبب وملاطفة للنبي لا كلمات عتاب !

الشاهد الثاني : نجده في قوله تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) سورة الحاقة 44 – 47 . ففي هذه الآيات الكريمات نجد نبرة مختلفة تماماً عما رأينا في الشاهد السابق، فهنا نجد نبرة إنذار وتهديد ووعيد، ونجد ألفاظاً شديدة حادة حتى لكأنها تزمجر ، بل كأن الأحرف على وشك أن تنفجر، ذلك أن المسألة هنا تتعلق بصدقية القرآن، وهي – إن صح التعبير – مسألة استراتيجية في القرآن الكريم ، مما اقتضى هذا الأسلوب الحاد في التعبير.

وهكذا نرى في هذين الشاهدين بلاغة القرآن في أنصع صورها، بتعبيره عن مقتضى الحال أبلغ بيان، وهذه هي البلاغة في حقيقتها . وفي القرآن الكريم شواهد لا تحصى؛ تشهد ببلاغة هذا الكتاب العظيم ! وتقطع بفرادة سبكه وفصاحته !

---------