عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
4669
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
09-05-2010, 11:57 PM
المشاركة 1
09-05-2010, 11:57 PM
المشاركة 1
افتراضي أما آن الأوان لنا بعد ..!؟


بسم الله الرحمن الرحيم

** أما آن الأوان لنا بعد ..!؟

معضلتنا الجسيمة - نحن ممن ننتسب إلى العروبة والإسلام - هي في كيفية التفاعل مع واقعنا الآني ..
إننا نتلفت كثيرآ إلى الوراء كي نتمعن في ذلك الشموخ الذي تلونت به تفاصيل تاريخنا الغابر .. نحدق في إنجازاتناالعريقة لبرهة ثم نتباكى على أطلالها عند حدود وعينا ..
ولا نفعل ذلك لشئ إلا لنذكر أنفسنا بأننا كنا أمة ذات شأن مطلق في حين من الزمان ..
وفي تصوري أن خاصية استحضار الذكريات ليست بالأمر المشين أو المستنكر , لاسيما إن كانت هذه المشاهد البالية منحوتة بالبهاء السيادي الذي يدعو الى الفخر في كل الأزمان ..
كما أن إنسان بلا ماض هو في حقيقة الأمر بشري ممسوخ بلا هوية أو بصمات مستقبلية ..
لكن الذي نعرض عنه في هذا الصدد , هو محاولتنا الإنكماش على الذات وعدم أخذ العبر مما كان لاستنهاض العزيمة وكل مقومات النجاح في أنفسنا كي نصنع مجد مغاير وخال من مآزق الخنوع أو الاستسلام..
وهل هناك مأزق مأساوي أكثر من تكيفنا مع واقعنا المتردي بكل مساوئه .. وبالتالي نضوب السعي لتغيير أبعاده بشتى الطرق .. وهل يكفي أن نندب حظنا كالثكالى لنبرر لأنفسنا -ذات حسرة آنية - بأنه لا حيلة لنا ولا قوة بأيدينا !؟
لا .. كل ذلك بلا طائل ولن يعيد لنا مكانتنا السامية عبر التاريخ , ولن يجعلنا أمة ذات حضور أبدا ..
وإنما فقط بالقرارات الجادة وأبجديات العمل النافذة نقدر على اختلاق غد جديد .. غد يتلائم مع طموحاتنا العظيمة حيث أقصيناها في سرداب مظلم من ذواتنا ..
وتلك طامة أخرى , حيث نقف إجلالآ لما يدلقه الغير من مقومات الإبداع الفكري والفني .. وكأننا قوم من كوكب آخر .. نصفق بسذاجة لكل مايقتحمنا من ثقافات ممزوجة بمبادئ هزيلة ومعلبة حتى وإن كانت تتعارض مع قيمنا النبيلة ,
والأنكى ان نتشربها بمجملها دون غربلة لنقتبس منها الصالح مايقوم اعوجاجنا ..
أنا أدرك تمامآ أننا نمر بمرحلة ركود حضاري عميق , وأعلم أن هناك من العوامل والمسببات ما يحول دون أن نكون شيئآ مذكورا , ولكننا مع ذلك فقد سئمنا جلد الذات والتباكي على جثمان حضارتنا الغابرة ..
فقد حان لنا أن ننفض عنا ركام العجز وأن نجند أحلامنا بالطاقة والحياة , لا سيما وأن عاصفة تلو الأخرى قد اجتاحتنا وما زالت ظهورنا منحنية ننتظر مرور المزيد , وكأننا استسغنا أن تظل خطانا متشنجة دون حراك على أعتاب المستقبل ..
أجل .. آن الأوان لكل فرد منا أن ينزلق إلى أعماقه ويواجه ذاته بشجاعة ..
أن يمسك الجرح بيده ويداويه بعزيمة لا تقبل التواني .. أن يستجلب من خباياه المدهشة روائعه الإنسانية والفكرية والإبداعية , إضافة إلى قيم الإسلام وأسسه الرفيعة التي قامت عليها - ذات عصر بهي - حضارة ذهبية , ثم يطهر نفسه
من الإنهزامية وأن يجعل من عقيدته نقطة لإنطلاقة -تصنع المعجزات -نحو غد أفضل بإذن الله ..
*سحر الناجي