الموضوع: لو عندي ولد
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2021, 09:29 PM
المشاركة 4
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: لو عندي ولد
يقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات:13، ومن ثم فتفضيل الرجال المذكور في كتاب الله عز وجل وفي كتب التفسير، لا يقصد به التفضيل المطلق، بمعنى أن كل رجل خير من كل امرأة، وإنما المراد به القوامة، أي أن الرجل أقدر على القيام بشؤون الأسرة وتولي أمرها من المرأة، كما قال الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}البقرة:228، أي زائدة وهي القوامة والطاعة وملك الطلاق، ونحو ذلك من لوازم القيام على الأسرة،أو يراد اكتمال الدين لأنه يشرع لجنس الرجال من القرب ما لا يشرع مثله لجنس النساء كالجهاد والقضاء والسلطان وغيرها، ويمنعن من الصلاة والصوم حال الحيض والنفاس بخلاف الرجال.

وقد وجدت مجتمعات سادت فيها النساء أو كن معادلات للرجال في جميع الأعمال بما فيها القتال في الحروب، كالأمازونيات في تاريخ هيرودوت، ونساء مملكة الداهومي بإفريقيا، أو المقاتلات الشرسات في حوض الأمازون حسب ما دونه مستكشفو أمريكا الجنوبية خلال رحلاتهم، بل إن بعض التجمعات عرفت سلطة أمومية نسب فيها الأبناء إلى أمهم وتولت النساء الحكم وإدارة شؤون القبيلة.
وإن كان ذلك كله مخالفا لطبيعة الأنثى وخصائصها التي تميزها عن الرجل، ولما شرعه الله عز وجل من أحكام وقوانين تستجيب لفطرة البشر ولما تقتضيه مصلحتهم في الدنيا والآخرة.
وتفضيل إنجاب الذكر على الأنثى في أول ولادات الأزواج، ناتج من ناحية عن تفضيل الشخص لشبيهه، فالرجل غالبا يحب أن يرزق بولد، والمرأة تفضل أن تلد بنتا، ومن ناحية أخرى عن ارتباط مجتمعاتنا ببقايا تصورات وأعراف قبلية قديمة، عكس العالم الغربي الذي تغيرت رؤيته إلى هذا الأمر، وتلاشت فيه أغلب الفوارق بين الجنسين، وإن بإفراط أساء إلى المرأة في أحيان كثيرة.

وقد حارب الإسلام وبشدة هذه النظرة التمييزية بين الأبناء، واعتبرها من السفاهة وسوء الحكم، قال الله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} النحل:57 - 59، بل إنه اعتبر إنجاب البنات ورعايتهن من الأسباب الموجبة للجنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من عال جاريتين حتى تبلغا كانتا له حجاباً من النار).
وفي قصة مريم الصديقة وأمها الراغبة في إنجاب مولود ذكر، عبرة عظيمة وحكمة كبرى، بأن ما يهبنا الله خير مما نتمناه لأنفسنا، وأن التقوى والعمل الصالح هو المقياس الحقيقي للتفاضل.
ولو كان الاعتناء بالأبناء ورعايتهم هو كل عمل المرأة لكفاها، فكيف إذا كانت مضطلعة بمسؤوليات أخرى.
ولا تحتاج الدكتورة ياسمين - والتي هي مثال حي على النساء المتميزات - للهمس لتقرير حقيقة نعيشها في حياتنا اليومية، ونعاينها واقعا ملموسا، ونعلنها بصوت مرتفع أقرب إلى الصراخ.

جزيل الشكر للأستاذ مقداد على طرحه القيمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وللشاعرة ياسمين على مشاركتها الرائعةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أستاذنا الغالي عبدالكريم
أسعد الله أوقاتك بكل خير صديقي
في الخقيقة سعدت بمداخلتك فكانت رديفا
إضافيا في صالح الموضوع، فأبانت ما قصر
عنه الموضوع في الإشارة إليه.
تحياتي وتقديري لك