عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2022, 08:52 AM
المشاركة 7963
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
4043

.... مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وَهَذَا أَثَرُهُ‏؟ ....

قَالَ المفضل‏:‏ أول من قَالَ ذلك الحارث بن ظالم المُرِّيُّ، وذلك
أن خالد بن جَعْفر بن كِلَاب لما قتل زُهير بن جَذيمة العَبْسي
ضاقت به الأَرض، وعلم أن غَطَفَان غيرُ تاركيه، فخرج حتى
أتى النعمان، فاستجار به فأجاره، ومعه أخوه عُتْبة بن جعفر،
ونهض قيس بن زهير، فاستعدَّ لمحاربة بني عامر، وهَجَم
الشتاء، فَقَالَ الحارث بن ظالم‏:‏ يا قَيْسُ أنتم أعلم وحربكم،
وأنا راحِل إلى خالد حتى أقتله، قَالَ قيس‏:‏ قد أجاره النعمان،
قَالَ الحارث‏:‏ لأقتلنه ولو كان في حِجْرِهِ، وكان النعمان قد
ضرب على خالد وأخيه قُبَّةً وأمرهما بحضور طعامه ومُدَامه،
فأقبل الحارث ومعه تابع له من بني محارب، فأتى بَابَ
النعمان، فاستأذن، فأذن له النعمان وفرِح به، فدخل الحارث،
وكان من أحسن الناس وَجْهًا وحديثًا، وأعلم الناس بأيام
العرب، فأقبل النعمان عليه بوجهه وحديثه، وبين أيديهم
تمر يأكلونه، فلما رأى خالد إقبال النعمان على الحارث غَاظَهُ،
فَقَالَ‏:‏ يا أبا ليلى ألَا تشكرني‏؟‏ قَالَ‏:‏ فبماذا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قتلتُ زهيرًا
فصرتَ بعده سيدَ غطفان، وفي يد الحارث تمراتٌ فاضطربت
يده، وجعل يرعد ويقول: أنت قتلته‏؟‏ والتمرُ يسقط من يده،
ونظر النعمان إلى ما به من الزَّمَع، فَنَخَس خالدًا بقضيبه
وقَالَ‏:‏ هذا يقتلك‏؟‏ وافترق القوم، وبقي الحارث عند النعمان،
وأشرج خالد قبته عليه وعلى أخيه وناما، وانصرف الحارث
إلى رحله، فلما هَدَأت العيون خرج الحارث بسيفه شاهره
حتى أتى قبة خالدٍ فهتكَ شرجها بسيفه ودخل، فرأى خالدًا
نائمًا وأخوه إلى جنبه، فأيقظ خالدًا، فاستوى قائمًا، فَقَالَ له
الحارث‏:‏ يا خالد أظننتَ أن دمَ زهيرٍ كان سائغًا لك‏؟‏ وعَلَاه
بسيفه حتى قتله، وانتبه عتبة فَقَالَ له الحارث‏:‏ لئن نَبَسْتَ
لألحقنَّكَ به، وانصرف الحارث ورَكِبَ فرسه ومضى على
وجهه، وخرج عتبة صارخًا حتى أتى بابَ النعمان، فنادى:
يا سوء جِوَارَاه، فأجيب‏:‏ لَاروع عليك، فقال دَخَلَ الحارث
على خالد فقتله، وأخْفَرَ الملك، فوجه النعمان فوارس في طلبه
فلحقوه سَحَرا فعطَفَ عليهم فَقَتل منهم جماعة، وكثروا عليه
فجعل لَا يقصد لجماعة إلَّا فَرَّقها ولَا لفارس إلَّا قتله، وهو
يرتجز ويقول:

أنا أبُو لَيْلَى وسَيْفِي المعْلُوبْ
مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وَهَذَا أَثَرُهْ

وارتدع القوم عنه وانصرفوا إلى النعمان.
يضرب في المحاذرة من شيء قد ابتلى مرة.
قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلي:

قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ مَا تُسَطِّرُهْ
مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وهَذَا أَثَرُهْ