عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2014, 04:48 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نتائج الانتخابات التركية.. أرقام ودلالات ورسائل للداخل والخارج
march 31, 2014

عن القدس العربي

اسطنبول ـ “القدس العربي” ـ من اسماعيل جمال ـ *إستقرت نتائج الانتخابات التركية شبه النهائية على فوز كبير لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بنسبة 45.6% بعد فرز 98% من أصوات الناخبين، مع استمرار سيطرته على كبرى المدن التركية باستثناء مدينة ازمير الساحلية معقل المعارضة.

وحصل حزب العدالة والتنمية على 38% من اصوات الناخبين في الانتخابات المحلية السابقة عام 2009.

النتائج العامة والتفصيلية للانتخابات حملت معها رسائل هامة للداخل والخارج وبدأت تعطي صورة أوضح لشكل المرحلة المقبلة في تركيا، بعد اشهر من الاضطرابات السياسية الداخلية وصلت حد التنصت وتسريب محضر اجتماع أمني سري ضم كبار قادة الدولة السياسيين والأمنيين.

معركة المدن الكبرى

شهدت المدن الكبرى المعركة الانتخابية الاهم بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الشعب الجمهوري أكبر احزاب المعارضة، وحزبي الحركة القومية، وحزب السلام والديمقراطية الكردي.

اسطنبول التي تمتلك الكتلة الانتخابية الاكبر لاحتوائها على خُمس سكان تركيا، حقق فيها “قادر توباش” مرشح العدالة والتنمية فوزاً ساحقاً للمرة الثالثة على التوالي، بنسبة 48% وهي نسبة تاريخية، في حين حصل “مصطفى ساري غول” مرشح حزب الشعب الجمهوري على 40% من اصوات الناخبين، لتؤكد اسطنبول بذلك انها ما زالت المعقل الاول لاردوغان وهي من تحسم الانتخابات التركية.

العاصمة أنقرة، شهدت اصعب المعارك الانتخابية بفوز مرشح العدالة والتنمية بفارق ضئيل جدا على مرشح المعارضة، حيث حصل على نسبة 44.7% مقابل حصول مرشح حزب الشعب الجمهوري على 43.8%، وهو ما افسد المحاولة الاخيرة للمعارضة بانتزاع العاصمة لتحقيق نصر جزئي ولو كان معنوياً.

مدينة ازمير، ثالث اكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان لم تحمل مفاجئات وأثبتت انها ما زالت الحصن المنيع “للأتاتوركية” الممثلة بحزب الشعب الجمهوري الذي اكتسح المدينة بنسبة 50%، في حين حصل مرشح العدالة والتنمية على 43%، بتقدم كبير عن نتيجة انتخابات 2009 الذي حصل فيها الحزب على 29% فقط.

أكبر التحولات شهدتها مدينة انطاليا الساحلية، حيث تمكن حزب العدالة والتنمية من انتزاعها من يد حزب الشعب الجمهوري بفارق بسيط، بحصوله على 44.7% من اصوات الناخبين، مقابل حصول مرشح المعارضة على 43.8%.

في حين واصل حزب السلام والديمقراطية الكردي سيطرته على مدينة ديار بكر ذات الاغلبية الكردية، في الوقت الذي واصل فيه حزب الحركة القومية سيطرته على مدينة “اسكي شهير، وسط تركيا.

تحولات سياسية

مما لا شك فيه ان أردوغان اليوم، لن يكون اردوغان الأمس، الذي عانى طوال الاشهر الماضية مظاهرات معارضة واتهامات بالفساد طالت عائلته وأبناء وزراءه وكبار رجال الاعمال المقربين منه هزت صورته في الداخل والخارج، لكنه اليوم ينظر لهذه النتائج على انها شهادة براءة ودعم لبدء مرحلة الهجوم على خصومه.

رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، أعلن في ساعة مبكرة من فجر اليوم فوز حزبه في الانتخابات، قائلاً: “نتائج الانتخابات أكدت أن السياسة اللاأخلاقية وسياسة التسجيلات المفبركة والتسريبات فشلت في تركيا وأثبتت أنها تخسر دائماً، وكانت بمثابة ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى”، متوعداً “الخائنين بدفع الثمن”.

أردوغان الذي خاض حرباً طوال الاشهر الماضية ضد جماعة “خدمة” وزعيمها فتح الله غولن، بتهمة تشكيل “كيان موازي” داخل الدولة التركية، سيستمر في هذه الحرب بشكل اقوى وسيعمل على اجتثاث الجماعة من دوائر الدولة وخاصة أجهزة الأمن والقضاء، وربما يلجأ الى انهاء النفوذ الاقتصادي والإعلامي الكبير للجماعة.

الانتخابات المحلية كانت الجولة الاولى من ثلاث استحقاقات انتخابية ستتلوها الانتخابات الرئاسية في العاشر من آب\اغسطس المقبل، في حين ستجري الانتخابات النيابية (العامة) بداية العام المقبل.

نسبت الفوز المريحة الذي حصل عليها أردوغان ستؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري لأول مرة بنظام “الاقتراع المباشر” بعد اجراء تعديلات دستورية تزيد من صلاحيات الرئيس، حيث أن القانون الداخلي للحزب يمنع أردوغان من خوض الانتخابات النيابية المقبلة وبالتالي الاستمرار في منصب رئيس الوزراء، حيث يلوح في الافق النموذج الروسي من تبادل الادوار بين أردوغان والرئيس غُل في منصبي الرئاسة ورئاسة الوزراء.

المعارضة من جهتها تلقت ضربة قوية بعد ان اعتقدت انها ستتمكن هذه المرة من اقصاء حزب العدالة والتنمية بعد 11 عاماً من تفرده في حكم البلاد، وهو ما سيفرض عليها مراجعة حساباتها من جديد، في ظل انباء غير مؤكدة عن احتمال تقديم زعيم المعارضة “كمال كيلشدار اوغلو” رئيس حزب الشعب الجمهوري استقالته من رئاسة الحزب.

السياسة الخارجية

خارجياً، تعتبر هذه اول انتخابات تجري في تركيا بعد الربيع العربي وما تخلله من جدل حول السياسة التركية اتجاه هذه الدول، حيث سيعتبر أردوغان نتائج الانتخابات استفتاءاً شعبياً على سياسته الخارجية اتجاه الازمة السورية والملف المصري، حيث استمر في رفع اشارة “رابعة” اثناء “خطاب النصر”، وتوعد الاسد في حال اختراق طائراته الحدود او الاعتداء على ضريح “سليمان شاه” التركي المتواجد داخل الاراضي السورية.

في حين يعول اردوغان على أن النتائج ستسهم بشكل أو بأخر في تخفيف حدة الانتقادات الدولية التي تلقتها حكومة اردوغان والاتهامات بالتضييق على الحريات من خلال اغلاق موقعي “تويتر” و”يوتيوب” والتدخل في القضاء والإعلام، باعتباره ينفذ سياسية لاقت دعماً من الشريحة الاكبر من المواطنين