عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2011, 11:45 AM
المشاركة 10
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"ماذا أصاب فوبوس؟"



"لقد مات!"



"مات! فلم تحدثني عن الحياة إذن؟".



وقالت:



"إذهب! اغرب عن وجهي أيها الوحش! اغرب عن وجهي أيها القاتل! دعني أموت. لن أكون لك أبداً، أبداً."



لحظة الإعدام




حانت ساعة الانتظار، وكل شيء أعد بإحكام لإعدام هذه الفتاة الجميلة البائسة، قال لها الكاهن كلود: هل أنت مستعدة للموت، فلم تعره أي اهتمام، ثم قال لها بصوت خافت: هل تكونين لي؟ ما زلتُ قادراً على تخليصك!

" ماذا فعلت بالحبيب فوبوس؟"

" حسن جداً، إذن موتي، فلن تكوني لأحد أبداً"

في هذه اللحظات وهي تساق لحبل المشنقة، جاء كوازيمودو لينتشلها من هذا الظلم ويهرب نحو الكاتدرائية في الكنيسة، وهو يصرخ: الملجأ، الملاذ، بلكمات من ساعديه أخذ الفتاة وهرب نحو الملجأ، وكررالجمهور معه: الملجأ .. الملاذ .. ثم صفق يحيي هذه الروح العظيمة لبابا المجانين كوازيمودو.




وعندما أفاقت الأسميرالدا سألت الأحدب قائلة: "لم أنقذتني؟"



ونظر إليها بقلق محاولاً أن يحذر ما تقوله، فرددت سؤالها، فنظر إليها نظرة عميقة الحزن ثم ابتعد.



وبعد قليل عاد إليها يحمل صرة من الثياب احتوت على رداء أبيض مع برقع أبيض أيضاً، وترك الغرفة حتي تتمكن من ارتداء ملابسها. ثم عاد كوازيمودو يحمل سلة وفراشاً. وكان في السلة قنينة، وقطع من الخبز وشئ من المؤونة وقال:



"كلي". ثم ناولها البساط وقال:



"نامي".



لقد قدم لها قارع الأجراس طعامه الخاص، وفراشه الخاص أيضاً.



ورفعت الفتاة عينيها لتشكره، ولكنها لم تستطع أن تنبس ببنت شفة، فقد خفضت رأسها في قشعريرة من الخوف والرهبة. فقال المسكين:



" آه لقد أخفتك. إنني قبيح جداً، أعرف ذلك. لا تنظري إلي فقط استمعي.



إنك ستبقين هنا أثناء النهار، ولكن لا تخرجي منها أبداً فإن فعلت، سيلقون القبض عليك وستموتين، وسيكون ذلك موتي أيضاً."



ورفعت رأسها لتجيب ولكنه كان قد خرج.



كانت الأسميرالدا تكتشف فيه كل لحظة قبحاً جديداً، ومع ذلك فقد كان في هذه الكتلة من القبح والبشاعة قدر كبير من الحزن والألم والرقة، بحيث أنها بدأت تعتاد النظر إليها وتألفها.



وحين سألته: لم أنقذتني؟.



أجاب قائلاً: "هل نسيت بائساً لم تترددي في نجدته فوق وتد التعذيب، جرعة من الماء، وقليل من الشفقة، هذا دين لا أستطيع أن أوفيه بحياتي كلها، انظري إلي، إن لنا هنا أبراجاً عالية جداً، عندما ترغبين في التخلص مني أخبريني لأرمي بنفسي من قمة البرج".



ونهض ثم قال:



"يجب أن لا أبقي طويلاً هنا، سأبحث عن مكان آخر حيث يكون بوسعي أن أنظر إليك دون أن تريني، خذي هذه، وعندما تحتاجين إلي، انفخي فيها وسوف أسمع صداها."



قال ذلك وأخرج من جيبه صافرة معدنية وناولها إياها.



بقت إيناس في ذلك الملجأ حتى استطاع الكاهن كلود أن يجد حيلة أخرى للضغط عليها، فقد أصدر البرلمان تشريعاً يخول محكمة الكنيسة بتنفيذ الحكم عليها وإن كانت لاجئة في الكنيسة ذاتها.

خيرها الخيار الأخير، لكنها أبت إلا أن تكون وفيةً لحبها وقلبها وعشقها.. باءت كل محاولاته بالفشل، وانقلب مهزوماً منهار القوى، وقال: إما أن تكون لي أو تموت ..

سيقت مرة أخرى للموت، وقارع الأجراس لم يذخر جهداً لإنقاذها، لكنها شنقت وهو ينظر إليها، الحب الأول والأخير، والعشق الذي طالما أحياه وجعل منه إنساناً حياً بعدما كان مجرد كائن قبيح يعيش بلا حياة..

ماتت الأسميرالدا، واتكأ كوازيمودو على الحاجز وراح ينظر إلى ساحة جريف مكان الإعدام نظر إلى الساحة، ونظر إلى الغجرية، ثم نظر إلى المشنقة. كان صامتاً لا يتحرك كما لو أصيب بصاعقة، وكانت دموعه تسقط سخية في صمت عميق من تلك العين التي لم تكن بعد قد ذرفت دمعة واحدة.



نظر كوازيمودو إلى الغجرية، ثم إلى الكاهن، وتنهد بحزن عميق ثم قال باكياً:



"لقد فقدت كل ما كنت أحبه".



في اليوم نفسه الذي مات فيه الكاهن والغجرية، اختفى كوازيمودو من نوتردام، والواقع أن أحداً لم يره أو يعرف عنه شيئاً بعد ذلك اليوم.



"أخيراً، وجد بين الهياكل البشعة، هيكلان في مكان واحد، كان أحدهما هيكل امرأة، أما الآخر فهو هيكل رجل، وقد لوحظ أن في عموده الفقري انحناء ظاهراً، وأن جمجمته غائرة بين عظام الكتفين، وأن إحدى الساقين أقصر من الأخرى.



ولم يكن في عظام العنق أية كسور، مما يثبت أن هذا الرجل لم يشنق، بل إنه قد أتى إلى هنا ومات. وحينما حاول الذين وجدوا تلك الهياكل فصل هيكل الرجل عن الهيكل الآخر الذي كان يضمه إليه، تناثرت عظامه كالغبار المنثور".







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!