عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2011, 11:35 AM
المشاركة 4
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تبدأ الرواية بانتخاب كوازيمودو، قارع الأجراس باباً للمجانين، هذا الأحدب الذي قال عنه هوجو في روايته على لسان

الحشود التي اجتمعت لتنتخبه "لقد كانت التكشيرة هي وجهه، بل شخصه ككل رأس كبير تكاثف فيه شعر أحمر، وبين الكتفين حدبة كبيرة، فخذاه وساقاه تكونت بشكل غريب بحيث لا تتلامس إلا بالركبتين، اللتين تبدوان وكأنهما منجلان تلاقيا عند القبضتين، قدماه كبيرتين، ويداه مخيفتان بشعتان.

عينه اليسري صغيرة يسدها حاجب أشعث وعينه اليمني مختفية اختفاء كاملا وراء ورم شديد وأسنانه منخورة متكسرة ما عدا واحد برز إلى الخارج وكأنه ناب فيل وهو مع هذا التشويه كان يملك حيوية مرعبة وخفة وشجاعة كبيرة".

عندما ظهر هذا الوحش عرفه الجمهور فوراً فصرخ في صوت واحد: "إنه كوازيمودو! إنه قارع الأجراس! إنه كوازيمودو الأعور!".

إنه الأحدب الشريد الذي لم يقبل به سوى الكاهن كلود فروللو حيث جعله قارعا للأجراس في أبراج نوتردام باريس، فلم يكن يعرف ويحب سوى تلك الأجراس التي أودت بسمعه فجعلته أصماً، كان قبيحاً وحشاً لم يعرف لنفسه قيمة..

في صباح أحد الأيام وضع طفل حي علي سرير خشبي في كنيسة نوتردام، وقد بعث هذا الكائن الحي الفضول الكبير في العديد من الناس الذين تجمعوا بكثرة حول السرير.

"ما هذا يا أختاه؟" سألت إحدى السيدات.

"إنه ليس طفلا،" أجابت أخرى، "إنه قرد مسخ ناقص."

" إن هذا الطفل وحش حقيقي، مقيت ويجب أن نرمي به في النار أو في الماء.." علقت امرأة ثالثة.

والواقع أن هذا الوحش الصغير لم يكن طفلاً حديث الولادة. كان كتلة صغيرة مشوهة، متحركة، محبوسة في كيس من القماش يظهر منها رأس هذه الكتلة، وقد كان الرأس بالغ التشوه، لم يكن يري فيه غير غابة كثيفة من الشعر الأحمر، وعين واحدة وفم وأسنان.

وكان ثمة كاهن شاب يصغي منذ فترة من الزمن إلى تعليقات النساء، أبعد الجمهور صامتاً وتفحص "الساحر الصغير" وقال:

"أنا أتبني هذا الطفل".

فقالت إحدى السيدات:

"لقد سبق وقلت لك يا أختاه إن هذا الكاهن الشاب كلود فروللو، هو رجل ساحر".

ويصف هوجو علاقة الأحدب بكنيسة نوتردام قائلا: "كانت نوتردام بالنسبة إليه البيضة والعش، المنزل والوطن بل العالم بأسره".

" لقد أحب الأجراس ومع ذلك فقد كانت هذه الأجراس سبباً في صممه، ولكن الأمهات يبالغن في الغالب في حب من هو أشد إيذاء لهن من أبنائهن".
ومع ما سبق ذكره، فإن مخلوقاً بشرياً واحداً كان كوازيمودو يحبه كما كان يحب كاتدرائيته أو أكثر، إنه كلود فروللو، إنه هو الذي علمه النطق والقراءة والكتابة، والأهم من ذلك كله، هو الذي جعله قارع الأجراس. ليس من سلطان في العالم يضاهي سلطان الكاهن على قارع الأجراس فإشارة منه كانت كافية لكي يلقي كوازيمودو بنفسه من أعلى أبراج كنيسة نوتردام.








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!