الموضوع: حكايتنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2022, 12:29 AM
المشاركة 79
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: حكايتنا
لَم يَكُن النّزوحُ سهلًا على جدّتي، كان صيفًا شديد الحرارة، ولكنّ نيران القصف الزّاحفِ إلى قريتنا كانت أشدّ حرارة وإيلامًا للبشر من قرص شمسنا المتوحّشة، لم يكن الأمر بتلك السّهولة التي وصفها البعض أثناء ثرثرة المجالس الفسيحة ذات الأرائك المريحة، لا، ولم تكن رحلةً عائليّةً إلى السّاحل، بل كان نزوحًا يشبه خروج الرّوح من الجسد، وانسلاخ الجلد عن العظم، كان احتراقًا جماعيًّا وقوده الحنين وجمره الشّتاتُ ورماده الاغتراب. ولك أن تتخيّل كيف قضت أمّ أسعد عُمرًا وهي تحاول استيعاب ما حدث، فمن وطنٍ إلى ملجأ، ومن أهلٍ وعزوةٍ إلى فراغٍ يُشعرها دومًا باليُتم، ويُذكّرها ليل نهارٍ بأنّها خرجت من المنزل وقد نسيت أن تتفقّد أعشاش الحمام وأن تُخمِدَ نارَ الطّابون وأن تروي نباتات الشّرفة.

#رواية_أم_أسعد #فلسطين #جنين #دير_ابو_ضعيف
#موسى_المحمود