عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2022, 11:38 AM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: " إلى فتاة الإسلام "
كم تفكرت كثيرا في تلكم الجملة التي كان والدي _ رحمه الله _ يرددها على مسمعي
بقوله : " لا تتزوج بو مال أحبِك وأحبك " _ لهجة عُمانية _ ، بمعنى ... لا ترتبط بفتاة كانت بينكما تواصل .

كنت حينها لا أدرك معنى كلامه ،
ولكوننا غير منفتحين على تلكم الأجواء ، ولم أعرف معنى كلامه غير " الآن "!

عندما :
غزت التكنلوجيا شتى مرافق الحياة ، فتداخلت من ذلك الثقافات ، وذابت تلك الفوارق
، ليكون الإنسان فيها مخترق الداخل ، وليكون بين نقيضين يوشك أن يقع في الذي
يُحاذر أن يقع فيه ، من زلات قدمٍ قد تُقصيه عن الذي يؤمن به ، ويعتنقه ، ويحرص على المحافظة عليه ،

وفي هذا الزمان :
نجد تلكم المشاعر التي يؤججها ما يتبادر لأسماعها وأبصارها ، لتبحث عن
المتنفس الذي تُخرج ما تكدّس في دواخلها من عظيم المشاعر التي
ما عاد للقلب أن يتحمّل ثقيل حِملها !

ومن هنا وهناك :
يكون السعي للمّ شتات القلوب ليجد من يُسكَّن الثائر ،
ويداوي الجروح ، وفي رحلة البحث يجد الكثير ممن قاسمه
الهم ، وبات حبيس الغمّ ، ليُناغي الأمل ، داعياً بملاقاة المأمول
، ليرتاح قلبه من ذلك ، ويُسكّن حاله .

فعندما يجد مراده :
تبقى هالة الشكوك تخترق الثقة بذاك المحبوب !
ويأتي السؤال على صيغة :

هل من أتواصل معه أفردني بحبه ؟!
أم أن هنالك من يقاسمني حبه ؟!

ليطول الحديث ، وتعلو القلوب ارتياح عميق _ مؤقت _
بسماع حديث الحبيب ، ليُحلّقان في فضاء
التخيلات والأحلام ، وبأن البعيد بات قريب ،
وأن المعاناة باتت تحتضر في فراش الحُب الجديد ، وبأن السعادة
بدأت تعزف عذب النشيد !

ولكن ...

تبقى الشكوك تقُضّ مضجع الحبيب !!

من هنا :
استرجع ما استحفظني به أبي بتلكم الجملة ، لأجعلها حاضراً أرى
منه معنى جملته تلك .

ليكون المعنى :
أن الاضطراب قد يتخلل العلاقة ، وبأن الخيانة حاضرة
تنتظر فقط اكتمال خيوطها ، وتوفر أسبابه !


وليكون التساؤل :
من فتح باب قلبه للغريب ، فلابد أن تكون له
كبوات ، لتكون له عادة ، فلا يُمانع من أن يفتح صفحته
لغير الذي ناله منه الحُب القريب !


لهذا نقول :
علينا أن نحفظ قلوبنا ومشاعرنا ، وأن لا نجعلها مُشّرعة
لكل من يمر عليها ، كي لا نصطلي بنار النتائج التي
تنسف أحوالنا ، فنبقى دهرا ننوح على حالنا
!