عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2012, 07:38 AM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

تايفون

في الصباح فوجئنا بأن الشوارع امتلأت بالماء حتى نصف متر تقريبا لدرجة أنها دخلت بهو الفندق و انقطعت الكهرباء عن مانيلا و المطر ما يزال ينهمر بغزارة .أخبرونا أنهم معتادون على هذه الظروف و أن هذه العاصفة تسمى " تيفون " و لأن الظروف المناخية في بلادنا العربية أليفة نوعا ما و لأن جنوب شرق آسيا مقترن في الذهنية العربية مع الكوارث الطبيعية و أكثرها سيء الذكر تسونامي فقد أحسسنا بالفزع الشديد لكن مع مرور الوقت و متابعة مجريات الشارع من خلال نافذة الفندق وجدنا أن الشعب الفلبيني المبتسم دوما يبقى على طبيعته حتى في هذه الظروف بحيث شاهدنا رجال الدفاع المدني يحيون الناس الواقفين وراء النوافذ أثناء مرورهم بالقوارب في الشارع اتجاها نحو مكان ما من الأحياء المغمورة بالماء.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


و أكد لنا مدير الموارد البشرية في الفندق أنهم اعتادوا هذه الظروف و أن العاصفة ستنتهي بعد خمس ساعات تقريبا و أنها ليست بالأمر الكبير فإنذار الخطر مازال عند الدرجة الرابعة فقط ! و لفت نظرنا إلى أن الفلبينيين في كل عاصفة يخترعون آليات جديدة و غير مسبوقة لعبور الشوراع الغارقة بمياه المحيط.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و بعد ساعات خمس انحسرت الموجة و بدأت المياه بالتراجع ثانية نحو المحيط لكن السؤال الكبير الذي مر بالبال هو عن البنية التحتية لهذه البلاد و بالتحديد عن شبكة الصرف الصحي و بالطبع كان الجواب بأنها سيئة جدا في بلاد فقيرة تعاقبت عليها الحكومات الفاسدة و الدكتاتورية و لكن ما أجمع عليه الجميع لدى سؤالهم كان هو أنهم يعتقدون أن عصر ماركوس كان الأفضل بالنسبة للفلبين من حيث الإعمار و النهضة رغم ما استنزفه من دماء الشعب.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة