عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2022, 11:21 PM
المشاركة 434
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
اليوم السبت 5 يناير 2022


- منذ الصباح الباكرو بعد أن بدأت ساعات العمل في المكتب ، ذهبت و سألت عن العاملة ( تسامنتي) أخبروني بأنها ابتاعت لأسرة لبنانية تسكن في شقة صغيرة ولديها طفل واحد ، وبأنهم رحموها ولم يبيعوها لأسرة كبيرة .
قلت : هكذا هي الرحمة بنظركم ؟! امرأة مريضة بمرض خطير ، يُفترض أن تعود ابلدها بين ناسها وأهلها ، ما الضير في إرسالها ؟!
- تعلم بأنها مريضة لماذا قدّمت أوراقها للعمل ، إنها في حاجة للمال ، ونحن نمنحها فرص العمل .
- هل تم تحويلها باسم الكفيل اللبناني؟!
- إلى الآن أخذوها لتجريتها من يومين .
- ممكن رقم تلك الأسرة ؟!
- لا طبعا ، جئتِ لتخرّبي بين المكتب وزبائنه ؟!
- بل جئت لأنتشل هذه المسكينة من براثنكم الجشعة.
- اعطني رقم الأسرة أو تحمّل ما يأتيك .
- أبى ذلك .
- حدقته بطرف عيني و تركت كرت باسمي على المكتب ، ودفعت الباب بقوة ، قبل أن أصل إلى المصعد ، لحقني وقال لي: هذا هو الرقم ، لكن أخبريني ماذا ستفعلين ؟!
- سأسترجعها طبعا ، دخلت البلاد باسمي أساسا وبكفالتي .
- لكنكِ استرجعتِ المبلغ !
- استرجعت 1000 فقط باقي ما دفعته للحجر المؤسسي!
- سأدفع لك 400 واتركيها عند تلك الأسرة
لم أرد عليه وخرجت ، فور جلوسي داخل السيارة هاتفت الأسرة اللبنانية، ردت علي الزوجة ، قلت:
- ممكن دقيقتين من وقتك ؟!
- ممكن ، لكني الآن مشغولة في المستشفى !
- خير ، سلامات .
- لا ، استلمت خادمة جديدة يبدو أنها أخذت بردا شديدا وتتقيأ حاليا .
- في أي مستشفى أنتِ حاليا ؟!
- مستشفى الفروانية.
- دفعتِ شيئا للمكتب ؟!
- 200 دينار تحت الطاولة ، وبعد التحويل سأدفع 1400
- طيب ، سأعاود الاتصال بك لاحقا.
نزلت من السيارة دخلت المكتب قلت:
- فكرت بالموضوع ، هات مبلغ 400 دينار ولن تراني أبدا .
فرح وسلمني المبلغ كاش ، ابتسمت ابتسامة صفراء وخرجت.
فورا اتجهت لمستشفى الفروانية، اتصلت بها وسألتها عن مكانها ، وصلت إليها ، للوهلة الأولى لم تتعرف علي العاملة ، للأمانة هي جلسة واحدة جلست معها فور دخولها منزلي، شيئا فشيئا عرفتني وضمتني ، سألتني اللبنانية :
- " بتعرفوا بعض" ؟!
ابتعدت حتى لا تسمع العاملة الحوار الذي يدور بيننا ، فهي لا تعلم بمرضها ..
- نعم هي عاملتي ، أحدهم أرجعها للمكتب دون علمي فور معرفته أنها مريضة بالسرطان، وعندما علمت بمرضها ، بحثت عنها وأنا هنا لأسترجعها .
- سرطان ! لا حول ولا قوة إلا بالله، والآن ماذا أفعل ؟! المكتب أخذ مني مبلغ 200 ولن يرده ، هكذا أخبرني.
فتحت حقيبتي ودفعت لها 200 دينار جزء من المبلغ الذي استلمته من المكتب ، وأخبرتها بأنني سأستلمها ، وسألتها إن كان المكتب يحتفظ بأي هوية لها ، قالت : لا ، فقط أخذ 200 منا وبدون وصل .
خرجت هي من المستشفى بعد أن أخبرتها بعدم الرد عليه إذا اتصل عليها أو تخبره بأن الموضوع عند هذا الشخص وتركت رقم هاتفي معها لأي طارئ.
- أخذت ( تسامنتي ) معي وعدتُ بها إلى المنزل ، وقلت الحمدلله أن السيدة اللبنانية لم تأخذها إلى مستشفى مبارك ، لعرفت وقتها من السستم أنها مصابة بالسرطان و أنه تم عمل فحوصات مسبقة لها ، ووقتها ستعيدها للمكتب وهلُم جرى ، المسكينة تتنقل من منزل إلى منزل.
أنزلت العاملة وأوصيت جميع العمالة عليها والاعتناء بها إلى عودتي مرة أخرى.
وانطلقت إلى المكتب ، لأدفع له سعر استقدام العاملة ، لأنني استلمت نقودي بالكامل والخادمة لدي الآن ، فله الحق أن يسترجع نقوده .
- مرحبا
- أنتِ من جديد ؟!
- نعم ، العاملة معي استلمتها من الأسرة اللبنانية ، كانت ستشتكيك إلى قسم الشرطة عندما علمت أنها مريضة ، وبأنك نصبت عليها ، ولكنني هدأتها ونست الموضوع بعد أن استلمت نقودها .
- أنا هنا لتسترد نقودك بشرط تحويلها باسمي مرة أخرى والآن ، لدينا متسع من الوقت .
وتم تحويل العاملة باسمي ، ودفعت له مبلغ 1200 دينار
- أين الباقي ؟!
- كم ؟
-200 دينار !
يبدو أنك نسيت ما أخبرتك به! دفعتها للأسرة اللبنانية ، بمعنى آخر تلك الأسرة استرجعت نقودها .
الآن، لا تطالبني ولا أطالبك ، مع السلامة ، - أضفت- ولم تخسر شيئا غير أنك لم تتوفق بالبيعة الجديدة.
عدت إلى المنزل ، وطلبت ( تسامنتي) ظهر على وجهها الارتياح ، جلست معها جلسة مصارحة، الحمدلله أنها تتقن اللغة الإنجليزية .
- مم تعانين صارحيني؟!
- لا أعلم قبل أن آتي إلى الكويت عملوا لي جميع الفحوصات وقالوا : سليمة، وحضرت.
- هناك فحوصات معينة يعملونها لاستقدام العمالة، بقية الأمراض لها فحوصات معينة ومكلفة مستحيل يعملونها لجميع العمالة، هل تأخذين علاج في سيريلانكا لأي شيء ؟!
- أخذني مرة زوجي لأحد الأطباء وقال إنني أعاني من مرض خطير في القلب هو إرتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوي علاجها المتوفر حاليّاً هو الأكسجين بالليل وجرعات عالية من الفياجرا ، وبسبب ضيق التنفس وعدم تمكني من الحركة يأتي زوجي لأخذ أدويتي لنفسه ويمنعني من تناولها ...
- لا حول ولا قوة إلا بالله دخلنا في أزمة أخلاق .. ( ينفجر رأسك من الفياجرا يارب ) تمنعها من علاجها بسبب رغباتك ، أستغفر الله يا رب.
- كيف القلب معك الآن والتنفس؟!
- الحمدلله أحمل معي بخاخا أستعمله للتنفس .
- هل تعانين من أمراض أخرى؟! اسمعيني قبل أن تجيبي ، إن كنتِ أتيت هنا بغرض العلاج ولذلك تخفين عني مرضك ، ثقي بالله لن أتركك وسأقف معك وأعالجك بقدر استطاعتي .، أما إذا كنتِ فعلا لا تعلمين ما بك ، سأساعدك بالعودة إلى بلادك وأحوّل راتبك وعيشي بين أهلك ، هنا بكت بحرقة واعترفت بأنها جاءت بهدف العلاج.
مسحت على رأسها قلت لها : هيا ، انسي الموضوعولا تبكي وأطلب منك بألا تتفوهي بأي كلمة للعمالة ، وغدا سنخرج سويا ونبدأ بالعلاج ، هيا ارتاحي ولا تبذلي مجهودا .
هاتفت منى وطلبت منها كل الفحوصات والتقارير التي أجرتها لـ ( تسامنتي) والحمدلله كانت بحوزتها ولم تتخلص منها وأرسلتها لي .