عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2021, 03:34 PM
المشاركة 8
عبد الوهاب جاسم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
المأساة أستاذي تخرج من بطن اللحظة التي تتعارض فيها الرغبات مع الحياة.
ولعل فكرة المأساة كما تفضلت وصورها ويليام شكسبير تجسيد مثالي على ذلك، فعلى سبيل المثال، سنجد مأساة روميو وجولييت في جوهرها نتاجاً للصراع بين القيم التي يعتنقها المرء بداخله والعالم يعرفه، فالحب يجمع بين روميو وجولييت في حداثة سنيهما وتحركهما الرغبات والمشاعر الداخلية ولكنهما يصطدمان بعالم يعارض ذلك الحب ويتوعده من خلال العداء المرير بين عائلتيهما ويحاول هذا الخب تجاوز هذا الصراع ولكنه ينتهي إلى أن يصبح مأساة .

يبدو أن النقاش سيطول في هذه القضية لذلك سيثبت لحين الانتهاء من النقاش
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


النقاش معك يفتح آفاقا لتلك المأساة، كما أن المأساة قد تكون صنيعة صراع رغبات متعددة تمور في دواخل الفرد نفسه فهو قد يرغب في شيء ويتوق إليه في الوقت عينه الذي تكون فيه تلك الرغبة متعارضة مع رغبات أخرى، بحيث ينتهي الأمر إلى أن تصبح بعض أكثر رغباتنا نبلا متعارضة مع رغبات أخرى لاتقل عنها أهمية، وهو ما نجده في الحياة المأساوية لأفراد كانو يسعون وراء قيم رفيعة كالعدل والحرية ولكنهم في مكابدتهم لمشقة الظفر بهذه القيم انتهى بهم الأمر إلى تدمير قيم أخرى لاتقل عنها نبلا فتكون المأساة تتويجاً حزيناً لحياتهم وسعيهم.