عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2021, 09:33 AM
المشاركة 5
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
سعيد بتعقيبك أستاذة ياسمين
الفكرة التي طرحتيها يرتبط بها على نحو وثيق عنصر المعاناة بوصفه صنوا للمأساة، وشرطاً لتحققها فالإنسان حينما يعيش الحياة بطريقة مأساوية إنما يختبر في المقام الأول المعاناة ويكابدها لحظة بلحظة
غير أن هذه الفكرة وجدت بين الفلاسفة من يعارضها؛ إذ يذكر على سبيل المثال فردريك نيتشه بأن المعاناة ليست هي الأساس إذ أن الإنسان الفرد بوسعه مكابدة المعاناة، ويقيم مقارنة بين الإنسان والحيوان ليذكر بأن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو بحثه عن المعنى، وبأن عدم وجود معنى للحياة يخلق فراغاً هائلاً تتسلل من خلاله المأساة أو المنظور المأساوي للحياة.
إذاً هناك جانب مهم في هذا القول، يتمثل في أن الإنسان يسعى إلى البحث عن معنى للحياة ، وهو بذلك يحاول أن يتواءم مع الواقع في الحياة، ولكن في الوقت عينه فإن المأساة قد تصبح أمراً لا مفر منه.
ذلك أن رغبات الفرد والقيم التي يحملها يحكمها بالضرورة الصراع ، فهي من جانب قد لا تكون متوافقة مع بعضها البعض وكأنها في حالة تضارب وصراع، أو أن تكون من جانب آخر متعارضة مع الواقع والحياة ، فيما يحمله الفرد مبادئ ومفاهيم وما يوجد في الحياة ممارسة،ذلك تعارض بين المبادئ والممارسة.