الموضوع: نداء للياسمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2021, 10:34 AM
المشاركة 27
منى الحريزي
القادم أجمل بإذن الله

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: نداء للياسمين
" أسرع يمد الخطى يخترق الصفوف ،يتفحص أوجه المارة ، يبحث عنها ، لقد اعتادت المرور من هنا ،الساعة تقترب من الثانية ظهرا ، حان موعد عودتها ، تسارع خفقان قلبه بدا عليه الارتباك ، تأهب لمقابلتها بدأ يحادث نفسه : هذه المرة سأكون شجاعا سأتحدث إليها أو أخبرها بمقدار حبي لها وإعجابي بها لا ،لا، لن أقول هذا من المرة الأولى ، نظرة فابتسامة ،سأكتفي اليوم بلفت نظرها ،لكن أين هي الآن؟ لماذا لم تظهر بعد؟ لقد تأخرت ، أأكون وصلت بعد فوات الأوان؟ كلا لا يزال الوقت مبكرا قد تكون مريضة!! "

التكملة
أيقظه مما هو فيه صوت بائع الصحف، الناس ملتفون حوله، يرمقونه بنظرات غريبة كما لو أصابه مس من الجنون، سمع كلمات متطايرة لم يتبين صاحبها:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، يا مثبت العقل والدين…
اشترى صحيفة، شرع في تقليب صفحاتها متظاهرًا بالانشغال بها، وعيناه مركزتان على الطريق، اشتدت الحرارة، العرق يتصبب من وجهه، أحس مشاعره تسيح في هذا القيظ وتنساب أمامه.
- ماذا حدث لها؟!
تعب من الوقوف، من الانتظار،، شعر بأن قدميه تصلبتا…
افترش الصحيفة، وجلس يرقب المارة موزعًا نظراته بين الطريق وعقارب الساعة…
- لماذا لم تأتِ بعد؟!
- هل حلّت عليها اللعنة؟
تنبه فجأة إلى طفلٍ يمد يده إليه،
ويقول له :
- لو كنت أملك غيرها لأعطيتك أكثر…
حدق في الطفل بدهشة ،
ثم صرخ في وجه الصبي صرخة أفزعته :
- ما هذا اليوم المليء بالحمقى والمجانين؟!
نهض، نفض الغبار عن ملابسه، اندفع نحو الشارع على غير هدى…
فتح عينيه، الدم يسيل من رأسه، أحدهم يقول:
أنا آسف، لم أنتبه أثناء عبورك الشارع…
تناهى إلى سمعه في تلك اللحظة،
صوت أنثوي رقيق :
دعنا نذهب إلى المستشفى يا حبيبي
نظر باتجاه الصوت، وفي السيارة كانت المفاجأة…

أقترح العنوان المناسب على ضوء تكملتي
( عبور)



ما أجمل عبور الياسمين , أسلوب قصصي أنيق يستدرج القارىء بخفة وحيوية ..
إضافة رائعة وبهية , غير إنه لدي ملاحظة عاجلة ...تتمثل في موقف الطفل ,
فالعبارة التي انطلقت على لسانه وهو يمد إحدى يديه بالمال للرجل بدت غريبة ,
ولو إن الموقف صيغ على مبدأ أنه صبي لكان أفضل , فالأطفال ببرائتهم المعهودة لايحسنون رصف الكلمات .
و من ناحية أخرى التفاصيل الصغيرة زادت من جمالية السرد وحلاوة الوصف والحوار ,
لكن عدم وجود نهاية واضحة فتح الباب على مصراعيه لأحتمالات كثيرة ... وهي طريقة أدبية لطيفة وذكية .....
وقد سطرت ماسطرت في وقت قياسي وفي ظروف مستعجلة للعودة للوطن ... وهذا بحد ذاته يبرز قدرة إبداعية أصيلة لايختلف عليها
فدام عطاء قلمك ودام شذا عبيرك وافر بسخاء

دعاء سيد الاستغفار
قال رسول الله ﷺ: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
)
من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة