عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2021, 11:37 PM
المشاركة 4
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين

وأيضا في هذا اليوم السبت
تواصل معي سائقي الخاص ( مانجو)
يطلب منّي أن أُصرف له راتبًا مقدّما
قلت له : لا مانع عندي ، لكن ممكن تزودني بالسبب ؟
قلت لنفسي ربما يعاني من ضائقة مالية في أسرته
عادة في مثل هذه الأمور ،وحدث معي مرارًا مثل هذه الحالات
سواء في الشركة أو المنزل ، كنت أوافق دون أن أسأل لماذا؟
ربما لانشغالي بأمور الحياة وزحمة الأعمال والمسئوليات التي على عاتقي
لكن هذه المرة أشعر بفراغ ،لذلك أسأل عن كل صغيرة وكبيرة ،
أو ربما لأنّ الله سبحانه وتعالى يريد أن يكشف لي بعض الأمور لذلك سألته

يا لهول ما سمعت :(
طلب راتبا مقدما كي يرسله للسائق اللص الذي تم تسفيره
قلت له: لمَ تُرسل له؟
- لأنه سافر ولا يحمل في جيبه فلسًا واحداً.
- لا يا مانجو ، معه مبلغ كبير بالإضافة إلى راتبه، لا تدعه يكذب عليك، أبناؤك أولى براتبك
- لكنه تحدث معي وهو يبكي بمرارة بأنّ ليس لديه حتى حق وجبة يشتريها لحين وصوله لبلاده ..
- ممكن تتصل عليه وتجمعني بمحادثتكما
أرغب بسماع ذلك منه بنفسي والرجاء التحدث بالإنجليزية وليست بلغتكما الهندية …
- ألو ،أتسمعني يا حميد
- نعم يا مانجو، هل أرسلت لي المبلغ الذي طلبته منك كديْن عليّ
- لا ، لم أُرسل لك شيئًا حتى الآن ، لأنني سمعت بأنك تحمل مبلغ 705 دينار كويتي ، لمَ تطلب الزيادة منّي ؟!
- من قال لك - وهو يبكي- والله لا أحمل معي فلسًا واحدًا
هنا تدخلت وتكلمت معه
- اسمع حميد ، أوصيت المندوب أن يسلمك راتبك بالإضافة إلى المبلغ الذي عثرت عليه في غرفتك مخصوم منه نقود لورانسيا
كيف تخبر مانجو بأنك لا تحمل معك نقودًا ؟! ماذا فعلت بالنقود؟!
- والله لم يعطِني فلساً واحدا طلب منّي النزول من السيارة ورافقني حتى دخلت الطائرة ، حتى أنني طلبت منه ماءً لم يشترِ لي
- سأتحقق في الموضوع وإن ثبت لي صدق ما تقول ، غدا في الصباح الباكر حقك سيصلك وزيادة .
بدأ العرق يتصبب منّي ، تساءلت هل أنا أعيش وسط غابة ، ما نوعية البشر الذين يحومون حولي
سأتصل بالمندوب كي أستفسر عمّا سمعته بأذني …
على الجهة الثانية من الهاتف …

- فيصل كيف حالك -
- بخير عمتي
- أحببت أن أتأكد ، هل غادر السائق حميد وهل انتظرته حتى يركب الطائرة؟
- نعم كل الأمور على ما يُرام…
- حسنًا، وعندما سلمته المبلغ داخل الظرف ، صف لي شعوره؟
- انصدم لم يتوقع أن تسلميه أي مبلغ ، وفرح كثيرًا وأخذ يدعو لك بالخير …
- ما شاء الله كل هذا حدث ولم تُخبرني به ؟!
- ما رأيك يا فيصل بالمعلومات التي وصلتني ، بأنك صادرت حقه ولم تعطهِ شيئًا ؟!
- ولكن كيف تصدقين الحرامي وتكذبيني؟!
- من قال أني صدّقته؟!
لذلك طلبت تفريغ كاميرات المطار وتتبعتك ولم أركَ تسلمه الظرف ،
( لم يحدث ذلك مجرد خدعة )
لذلك أنا الآن أستفسر منك ؟
- آسف عمتي ، لن أُعيد هذا التصرّف مرة ثانية
- سأطلب من مانجو يُرسل لك عنوانه ، الليلة تُرسل له المبلغ بالكامل ، تصرّف لا تقل أن المصارف مغلقة ، اذهب إلى المطار هناك جميع الخدمات 24 ساعة
وصوّر لي ورقة التحويل وأرسلها لي فورًا سأنتظرك ، تسمعني !
وبعد الانتهاء من إرسال المبلغ سأسامحك ، وكأنّ شيئًا لم يكن ، لا تعده مرة أخرى …

قبل قليل أرسل لي ورقة التحويل وتم إرسال المبلغ كاملًا له ،
أخبرته بأن يذهب غدا إلى الشركة كي يأخذ مستحقاته ويغادرني …
كل شيء ممكن أن أسامح الشخص عليه إلا الكذب والسرقة.
العدوّان اللدودان بالنسبة لي …
عندما قلت له سأسامحك ، لم أكذب عليه ، سامحته بعدم تقديم بلاغ ضده ،
وطلبت من مانجو أن يُرسل للسائق حميد غدًا راتبا إضافيًّا مثلما وعدته بالزيادة…
وكان الله غفورًا رحيمًا …