عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
6574
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
10-19-2010, 12:19 AM
المشاركة 1
10-19-2010, 12:19 AM
المشاركة 1
افتراضي يرضى القتيل و ليس يرضى القاتل...
يرضى القتيل و ليس يرضى القاتل...



لا يشي مظهرك الأنثوي اللطيف و جمالك البريء على مكنونك القاسي و المخادع
كما لا تخبر أصابعك البيضاء الطويلة العازفة على مفاتيح البيانو بكل نعومة و رقة و انسيابية عن قدرتك على القتل بكل برود
نعم ..اسمحي لي يا سيدتي أن أقول أنك تتقنين فن القتل
فمنذ دخلت غابتك المسحورة و أنا امتص الرحيق العذب الذي تقدمينه لي في أكوار قشية مزينة بزهور الربيع بملء إرادة منك و ترحيب كبير
و الآن اكتشفت أنني كنت مشروع تسمين و تضخيم لأكون قربانا مناسبا لطقوس سحرك التي تمارسينها
كان بيتك مصنوعا من شوكولا و كريمة و ما لذ و طاب من الأطعمة ..و الألوان الجاذبة مكونه الأساسي لذا لم ألقِ بالا إلى قدرك المنصوبة على مرجل نيرانك الزرقاء
ما في داخلها يمور و يفور انتظارا لمن سيلقى بها و هو مغمض العينين
لا تنسي يا سيدتي أنني بالرغم من كل هذا سأبقى حبيبا استطاع أن يقلب موازينك رأسا على عقب
ربما أنا أيضا كنت أخفي وراء وجهي العاشق زير نساء لم تسلم من صولاته و جولاته جميلا كثر
ربما نصبت أنا نفس القدر على ذات المرجل في أبهاء بيتي لنساء كثر و لدى إلقاءهن فيه تصاعدت منه أبخرة زرقاء و حمراء، شقراء و سمراء...
و لطالما استعرضت أمامك بطولاتي في خوض غمار المرأة فتهتاج غيرتك علي من جميع هذه المغامرات لكنني الآن أدركت أنك في داخلك كنت تبتسمين من بلاهتي و تقولين إسرارا: يضحك كثيرا من يضحك أخيرا!!
و ها أنا ذا الآن أصعد سلم مقصلتك/ قدرك/ هاويتك/ أيا تكون لأكون شهيدا في مذبح عشقك
سأعلنها للكون : حطمت كبريائي لكن آخر قطرة أريقها في حياتي تقول: أحبك حتى تقوم القيامة!


************************

سيدي .. ربما أغريتك بالحلوى الملونة المزروعة على سقف بيتي و الشوكولا الفاخرة التي سالت على أفاريز نوافذه و الكريمة التي كللت هامات مداميك الأبواب
ربما يا سيدي كانت طيبتي الظاهرة و براءة وجهي و نقاءه شراكا وقعت أنت في حبائله
لكنني أسألك: من طرز الكلمات حتى فاح عطرها و عبيرها فاجتذب روحي و قلبي حتى بت فراشة لا تخشى اللهب، ايكاروس جديد ذوب أجنحته الشمعية عند قرص الشمس؟
أسألك : من زرع الفل و الياسمين و الجوري و الحبق و المنثور في دربي الصباحي المعتاد؟
من سابق الشمس في شروقها ليكون هو صباحي ؟
عندما مددت على منضدة العمليات لإجراء عمل جراحي أخبرني الطبيب- و هذا على ذمته فقط- أنه كلما أعمل مبضعه في أنسجة جسمي وجدك هناك
و كلما ولج المبضع في نسيج ثانٍ وجدك حتى استيقن أنك متفشٍ في مساماتي سرطانا لا برء منه
اعذرني سيدي لهذا التعبير و لكنني كنت حقا سعيدة بمرضي الجميل
سيدي : أوقن أنني لست الوحيدة و لن أكون في ميادينك العامرة لكن جراح الكبرياء دامية و منبت الدموع لا يرقأ
منك فقط تعلمت كيف أخفي الألم من صفحة وجهي لأزرعه في طرقات الروح و مساكنها شتلات تزهر سرمدية لئلا أنسى و لئلا أعود
سيدي ...هاهو قدري يغلي و أزيز المرجل يعلو و يعلو
أنا الآن قاسية قاسية
سأقتلك لأني أحبك ..حتى تقوم القيامة