عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 08:50 PM
المشاركة 8
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: نظرات فى التاريخ السياسي لقضية الأقصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
أهلا بالأخت والصديقة ناريمان الشريف ,
مقولة أن الغرب يزور التاريخ والحقائق مقولة صحيحة ,
لكن مقولة أن الوثائق الخاصة بالغرب لا تصلح للتوثيق هى مقولة لا تصلح لمعيار البحث العلمى لعدة أسباب ,
الأول : أنهم يزورون التاريخ القديم , حيث لا يمتلكون له توثيقا أو دليلا كما هو الحال عندنا في التاريخ الإسلامى ,
ولهذا فإن الغرب يعجز عن الصول لتاريخه الحقيقي كما يعجز عن الوصول لكتبه السماوية الحقيقية في التوراة والإنجيل ,
كما سبق الشرح في الفصل الأول من الموضوع
الثانى : أن المقصود بتزوير التاريخ هى الآراء الشخصية لمفكرى وكتاب الغرب حيث يعمدون إلى بعض الحقائق في التاريخ الإسلامى ويفسرونها على هواهم في محاولة للطعن في الرموز ,
وهذا بلا شك تزوير مرفوض ولا يقبله أحد,
كما أننى لم أقصده في البحث مطلقا
الثالث : المقصود في البحث أننا نمتلك التوثيق الحقيقي لتاريخنا الإسلامى فقط لأننا رويناه بالإسناد المتصل كما هو الحال مع الشريعة ,
لكننا نعجز ـ للغرابة ـ عن الوصول لحقائق تاريخنا المعاصر , منذ قرنين من الزمان وحتى اليوم وهذا يعود لأن التاريخ المعاصر زورناه نحن بأنفسنا بسبب عدم اهتمام الأنظمة العربية بمسألة التوثيق ومحاربتها بشتى السبل وإخفاء الحقائق والوثائق التي تحمل الحقيقة الكاملة لتاريخنا المعاصر
والسبب في ذلك معروف قطعا وهو منع الشعوب من إدراك جرائم تلك الأنظمة ,
بينما الغرب في المقابل يصل بسهولة لتاريخه المعاصر لأنهم اعتمدوا توثيق كل تصرف حكومى من بداية عصر النهضة ويعتمدون للتاريخ قوانين تحكم صحة الوثائق ولا يسمح بالمساس بها والأهم من ذلك أنهم يسمحون بنشرها مهما كانت سريتها بعد مرور المدة القانونية مهما كانت الحقائق الموجودة بها حتى وإن كانت تحمل إدانة صريحة لملوكهم وأنظمتهم ,
من ذلك مثلا أعلنت الوثائق البريطانية مؤامراتها على الشعوب ولم تمنعها بل إن مؤامرة بريطانيا على الولايات المتحدة لإرغامها على الدخول في الحرب العالمية الثانية ـ رغم أنها كانت تهدد العلاقات بين البلدين إلا أنه تم إعلانها ونشرها

فمن هنا تميز الغرب علينا في وقائع التاريخ السياسي من نقطتين جوهريتين
الأولى :أنهم لا يسمحون بإهمال أى تصرف حكومى دون تدوينه , فيتم تسجيل كل التصرفات في وثائق ,
وهذا ما لا تفعله أنظمتنا بطبيعة الحال
الثانية : تحرص المؤسسات التشريعية على صيانة تلك الوثائق بشكل لا تستطيع الحكومات أن تلعب بها أو تزورها أو تخفيها والدليل على ذلك أن فضائح السياسة الغربية في دول عالمنا الإسلامى وفى كل الدول التي احتلتها عرفناها جميعا من خلال الوثائق الغربية عندما تم نشرها بمرور المدة القانونية

نخلص من ذلك أننا في معالجتنا لتاريخنا المعاصر نقبل الحقائق التي وثقها الغرب , الوثائق فقط , لكننا لا نقبل أبدا الآراء التي يبديها المفكرون والكتاب الغربيون أو تحليلهم لتلك الوثائق
بمعنى أننا نأخذ من الوثائق الحقيقة التي نريدها ونهمل آراء وتحليلات السياسة الغربية التي تحلل وفق مصالحها
وذلك لغياب التوثيق عن تاريخنا المعاصر ومحاولات تزويره المستمرة وفق الأهواء

الأخت الكريمة أمل محمد
بارك الله فيك وشكرا لمتابعتك ,
تقبلي تقديري