الموضوع: قطعان ربرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2023, 11:31 AM
المشاركة 10
عبدالستارالنعيمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: قطعان ربرب
حياك الله شاعرنا العراقيّ الكبير؛ حيث مدرستا النحو العراقيتان المتناقضتان:
فبينما ذهب الكوفيون إلى جواز منع المصروف من الصرف، كما بينتَ بالمثال؛
استنكره البَصريون وعدُّوهُ إجحافًا، وأنا مع هذه المدرسة، التي تحفظ النحو والذَّائقة
خاصةً إذا كان باستطاعة الشاعرِ أن يجد مخرجًا لتفادي ذلك
فعلى سبيل المثال، كان بإمكانك أن تقول:

سيلقاهُ جيلٌ (مُعَمًّى) ومُتعَبْ
إناثٌ خُلِقْنَ (عطايا) مِن الرَّبّْ
رفيقةُ دربي (وساكِنةُ) القلبْ

ومؤكد لديك اقتراحاتٌ أقوى وأنسبُ وأجمل
وتبقى عطايا منصوبةً على الحالية أو التمييز؛ المهم أنها منصوبة فليست صفة.
والأمرُ إليك مع خالص تقديري واحترامي

السلام عليك أُخيّتي الأستاذة ثريا
بعيدا عن المدارس النحوية المختلفة في كل شيء حتى في إعراب القرآن الكريم وهو أصدق البيان آية (إنْ هذان لساحران) أنموذجا فلقد أعربوها على ستة وجوه أو أكثر ما يدل على تخلخل بنيانهم من قواعده الأساسية -- نلجأ الى الأقرب الى الشعر بل إمام الشعر حيث يقول الخليلٍٍِ بن أحمد الفراهيدي العالم اللغوي الكبير الذي يمكن أن يعد من أكثر النحاة فهما لخصوصية الشعر بما امتلكه من إلمام بالنظام اللغوي العام يصحبه حس موسيقي فذ تجلى في وصفه لأوزان الشعر وقوافيه وما يعرض له من زحافات وعلل وتطبيقه لكل ذلك تطبيقًا مباشرًا موظفًا ما امتلكه من إمكانات لغوية وعروضية نراه يدفع عن الشعراء تهمة الخطأ والتجاوز على قواعد اللغة حين منحهم إمارة الشعر التي تتيح لهم التصرف في النظم تصرفًا حرم منه الناثر فهم عنده (( أمراء الكلام يصرفونه أنى شاؤوا، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من إطلاق المعنى وتقييده... ومد المقصور وقصر الممدود، والجمع بين لغاته،والتفريق بين صفاته، واستخراج ما كلّت الألسن عن وصفه ونعته، والأذهان عن فهمه وإيضاحه، فيقرّبون البعيد ويبعّدون القريب ويُحتج بهم ولا يحتج عليهم ويصورون الباطل في صورة الحق، والحقّ في صورة الباطل)والضرورة عنده هي (( ما وقع في الشعر مما لايجوز في النثر سواء أكان للشاعر عنه مندوحة ام لا)) وهو مذهب الجمهور والرأي الراجح لأنه بذلك يكون قد ميز بنية الشعر عن النثر بدليل أنه يصف ما يجيزه في لغة الشعر قبيحًا في لغة النثر كقوله:(( إن أفضلهم كان زيد. وإن زيداً ضربت. على قوله: أنه زيداً ضربت. وأنه كان أفضلهم زيد. وهذا فيه قبح وهو ضعيف وهو في الشعر جائز)) .
- سيبويه وافق أستاذه الخليل في جواز ما يقع في الشعر دون النثر فلم يشترط في الضرورة أن يكون مما ليس للشاعر عنه مندوحة و يرى أن لكل ضرورة يرتكبها الشاعر تأويلاً يفسرها، وحجة تخرجها، فلم يخطأ الشاعر ولم يتهمه باللحن
اذا المستند في الشعر أقوى من المستند في النحو لأن الأخير أخرج قاعدته من الشعر ولا يمكن العكس


[/quote]