عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2022, 03:24 PM
المشاركة 193
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي

الفصلُ الثالثُ عشر



(في تَفْصِيلِ كَيْفِيَّةِ النَّظَرِ وهَيْئاتِهِ في اخْتِلاَفِ أحْوَالِهِ)



إذا نَظَرَ الإِنْسَانُ إلى الشَّيْءِ بِمَجَامِعِ عَيْنِهِ قِيلَ رَمَقَهُ

فإنْ نَظَرَ إليهِ مِنْ جَانِبِ أذُنِهِ قِيلَ لَحَظَهُ

فإنْ نَظَرَ إليهِ بِعَجَلَةٍ قِيلَ لَمَحَهُ

فإنْ رَمَاهُ بِبَصَرِهِ مَعَ حِدَّةِ نَظرٍ قيلَ: حَدَجَهُ بطَرْفِهِ، وفي حديثِ ابْنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنهُ (حَدِّثِ القوْمَ مَا حَدَجُوكَ بأبْصَارِهِمْ)

فإنْ نظَرَ إليهِ بِشِدَّةٍ وحِدَةٍ قيلَ: أَرْشَقَهُ* وأَسَفَّ النَظَرَ اليهِ، وفي
حدِيثِ الشَّعبيّ أنَهُ (كَرِهَ أنْ يُسِفَّ الرَجُلُ نَظَرَهُ إلى أَمِّهِ وَأخْتِهِ وابْنَتِهِ)

فإنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُتَعَجِّبِ مِنْهِ والكَارِهِ لَهُ والمُبْغِضِ إيَّاهُ قِيلَ: شَفَنَهُ
شَفَنَ إليهِ شُفُونًا وشَفْنًا

فإنْ أعارهُ لَحْظَ العَدَاوَةِ قيلَ نَظَرَ إليهِ شَزْرًا

فإن نَظَرَ إليهِ بِعَيْنِ المَحبَّةِ قيلَ: نَظَرَ إليهِ نَظْرَةَ ذِي عَلَقٍ

فإنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُسْتَثْبِتِ قيلَ: تَوَضَّحَهُ

فإنْ نَظَرَ إليهِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ مُسْتَظِلًّا بِهَا مِنَ الشَّمْسِ
لِيَسْتَبِينَ المَنْظُورَ إليهِ قِيلَ: اسْتَكَفَّهُ واسْتَوْضَحَهُ واسْتَشْرَفَهُ

فإنْ نَشَرَ الثَوْبَ وَرَفَعَهُ لِيَنْظُرَ إلى صَفَاقَتِهِ أو سَخَافَتِهِ أو يَرَى
عَوارًا، إنْ كَانَ بِهِ، قِيلَ اسْتَشَفَّهُ

فإنْ نَظَرَ إلى الشّيْءِ كاللَّمْحَةِ ثُمَّ خَفِيَ عَنْهُ قِيلَ: لاحَهُ لَوحَةً،
كما قَالَ الشّاعِر(من الطويل):

وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحَةٌ لَوْ أَلُوحُهَا

فإنْ نَظَرَ إلى جَمِيعِ مَا في المَكَانِ حَتّى يَعْرِفَهُ قِيلَ: نَفَضَهُ نَفْضًا

فإنْ نَظَرَ في كِتَابٍ أوْ حِسَابِ لِيهذِّبَهُ أو لِيَستَكْشِفَ صِحَتَهُ
وَسَقَمَهُ قِيلَ: تَصَفَّحَهُ

فإنْ فَتَحَ جَمِيعَ عَيْنَيْهِ لِشِدَّةِ النّظَرِ قِيلَ: حَدَّقَ

فإنْ لأْلأَهُمَا قيلَ: بَرَّقَ عَيْنَيْهِ

فإنِ انقلبَ حِمْلاقُ عَيْنَيْهِ قِيلَ: حَمْلَقَ

فإنْ غَابَ سَوَادُ عَينَيْهِ مِنَ الفَزَعِ قِيلَ: بَرَّقَ بَصَرُهُ

فإنْ فَتَحَ عَيْنَ مُفَزَّع أو مُهَدَّدٍ قيلَ: حَمَّجَ

فإنْ بَالَغَ في فَتْحِها وَأحَدَّ النّظَرَ عندَ الخَوْفِ قِيلَ: حَدَّجِ وَفَزعَ

فإنْ كَسَرَ عَيْنَهُ في النَّظَرِ قِيلَ: دَنْقَسَ** وطَرْفَشَ "عَنْ أبي عَمْرٍو"

فإنْ فَتَحَ عَيْنيْهِ وَجَعَلَ لا يَطْرِفُ، قِيلَ شَخَصَ، وفي القُرْآنِ الكريم
(....شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كفروا...)***

فإنْ أَدَامَ النّظَرَ مع سُكُونٍ قيلَ: أسْجَدَ "عَنْ أبي عَمْرٍو أيضًا"

فإنْ نَظَرَ إلى أفُقِ الهِلالِ لِلَيْلَتِهِ لِيَرَاهُ قِيلَ: تَبَصَّرَهُ

فإنَّ أَتْبَعَ الشَّيءَ بَصَرَهُ قِيلَ: أَتأَرَهُ بَصَرَهُ.


*وفي نسخة رشقه، وهو صواب كذلك.
**وفي نسخة بالسين في كليهما، وفي أخرى بالشين المعجمة، والمعنى واحد.
***من الآية "97" من سورة الأنبياء.