هل الله تعالى في كل مكان؟؟؟؟
قالوا أن الله في كل مكان واستدلوا بقوله تعالى على ذلك (وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا وهو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا)،،،المجادلة7
وكذلك استدلوا بقوله تعالى أيضا (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتموالله بما تعلمون بصير)،،،الحديد4
وعلى هذا فليس عاليا بذاته بل العلو عندهم علو صفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الرد على هؤلاء من وجهين
الوجه الأول إبطال احتجاجهم والثاني لإثبات نقيض قولهم بالإدلة القاطعة
1-إنما الأول فنقول لمن زعموا أن الله بذاته في كل مكان دعواكم هذه دعوى باطلة يردها السمع والعقل
أما السمع ...فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه العلي والآية التي استدللتم بها لا تدل على ذلك لأن المعية لا تسلتزم الحلول في المكان ألا ترى إلى قول العرب :القمر معنا ومحله في السماء؟ ويقول الرجل :زوجتي معي وهو في المشرق وهي في المغرب ؟ويقول الضابط للجنود :اذهبوا إلى المعركة وأنا معكم وهو في غرفة القيادة وهم في ساحة القتال ؟ فلا يلزم من المعية أن يكون الصاحب في مكان المصاحب أبدا والمعية يتحدد معناها بحسب ما تضاف إليه فنقول أحيانا هذا لبن معه ماء وهذه المعية اقتضت الإختلاط ويقول الرجل متاعي معي وهو في بيته غير متصل به ويقول :إذا حمل متاعه معه :متاعي معي وهو متصل به .
فهذه كلمة واحدة لكن يختلف معناها بحسب الإضافة فبهذا نقول معية الله عزوجل لخلقه تليق بجلاله سبحانه وتعالى كسائر صفاته فهي معية تامة حقيقة لكن هو في السماء
وأما الدليل العقلي على بطلان قولهم فنقول إذا قلت أن الله معك في كل مكان فهذا يلزم عليه لوازم باطلة فليزم عليه
1- إما التعدد أو التجزؤ وهذا لازم باطل بلا شك وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم
2-إذا قلتَ أنه معك في كل الأمكنة لزم أن يزداد بزيادة الناس وينقص بنقص الناس
3-يلزم على ذلك ألا تنزهه عن المواضع القذرة إذا قلت إن الله معك وانت في الخلاء فيكون هذا اعظم قدح في الله عزوجل
فتبين بهذا أن قولهم مناف للسمع ومناف للعقل وان القرآن لا يدل عليه بأي وجه من الدلالات
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
العقيدة الواسطية ..ابن تيمية