عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2021, 03:43 AM
المشاركة 3
حسام عبدالباسط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: تقطيبة المحارب/ مختارات/ شعر: فتحي عبدالسميع
الكرْم بأكمله

لماذا يتطلع العجوز بلا مبالاة..
للنخلة التي تتفحم؟..
لكأنه لم يواعد تحتها حبيبته الصغيرة!..
لكأنها لم تشاركه النعاس!..
لكأن باطن قدميه لا يشبه جذعها!..
لماذا لا يشعر بقشعريرة أو أسى؟..
لماذا لا يسأل عن منبع النيران التي؛
تصارع الضفائر الخضراء؟..
وهل سيحتمل صقيع وقفته..
إلى أن يحترق الكرم بأكمله؟..
ألم يعد يعشق النخيل؟..
هو الذي بدد الصبا؛
في صعود النخلة تلو النخلة..
كم مرة راهنه الأولاد..
على إحضار ثلاث بلحات من سباطةٍ عالية؟..
كم مرة عذبهم بالأوامر المضحكة..
وبهرهم بوصف السحابة التي؛
كاد يُسقطه هواؤها؟..
ألم يعد يعشق النخيل؟..
هو الذي قفزت حدقتاه؛
عندما رآى نخلة تتقوس حتى تمدد؛
سعفها في التراب..
ولم ينقطع نحيبه..
إلا عندما أقنع نفسه بأنها تصلي..





ظهيرة بغداد
"أسرارة الحياة"

مثل لحاء شجرة لم ييبس..
أنزع الذهول عن ملامحي..
أجمع أحداق الضحايا..
وأنثرها فوق بشرة الحجرة..
مثل علب السردين الفارغة..
أفرد الصرخات بمطرقة صغيرة..
وأرصها فوق الأرفف..
بمنشة الذباب؛
أطرد كل الكلمات..
وأقذف أعشاشها في الشارع..
أرتخي في مقعدي..
مستسلمًا لطنين الضحايا,
وهو يلقنني أسرار الحياة..





ظهيرة بغداد
"السؤال"

تعرفت المرأة على إبنها..
رغم أنه كان أشلاء بلا وجه..
لكنها أنكرت صلتها به..
حتى لا يتهمها الجيران بالجنون..
وهي تحكي لهم,
عن رجوعه القريب..
وشوارع لم ينته السؤال فيها..