الموضوع: إلى صديقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2021, 12:24 AM
المشاركة 61
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى صديقي

عن صداقة إحدى وعشرين سنة كيف انتهت

بعد صداقة 18 سنة لإحداهن كنت قد سافرت باريس مع المرحوم لجلب فستان بمناسبة زفاف - حماتي- أخته،
وهناك احترت في دار العرض للأزياء بفستانين أيهما أختار، أشار إلي المرحوم بشراء الاثنين، واشتراهما لي.
ولأنها صديقتي ولا أُخفي عنها شيئا ، أخبرتها وطلبت مني أن تراهما ، فوافقت…
بعد أسبوع وقبل موعد زفاف حماتي الذي سيكون بعد شهرين ، اتصلت وأخبرتني أنها دُعيت لحفلة زفاف وليس لديها ما ترتديه،
وطلبت واحدا من الفستانيْن ، لم أتردد بذلك ، قلت لها اختاري أي واحد وبعد الانتهاء أعيديه إليّ.
قلت لزوجي المرحوم ما حدث ، استغرب من تصرفها ، لمَ لم تطلب غير هذين الفستانين؟
قلت : ربما أُعجبت بهما ، حذّرني منها وقال بالحرف الواحد: اسمعي ياسمين، سيأتي يوم وتطلب منك أشيائي الخاصة
وأوصيك بعدم إعطائها لهذه الصديقة بالذات، لم أفهم ولم أستوعب حينها، ماذا يقصد ، كل ما فعلته غيرت الموضوع.
استلمت صديقتي الفستان وحددت لي موعد الزفاف على أن تعيده بعد ذلك.
بعد موعد الزفاف - هذا إن كان هناك زفاف أصلا- بأسبوعين
اتصلت عليها وسألتها عن الفستان قالت أنها سلمته للمصبغة وستستلمه بعد يومين ، مرّ يومان وأسبوعان ،
اتصلت عليّ تبكي بأن المصبغة حرقت الفستان، قلت لمَ تبكين؟ فداكِ الفستان وصاحبة الفستان .
اضطريت بارتداء الفستان الثاني في زفاف حماتي ..
صديقتي ليست لها علاقة بحماتي ولا تعرفها ،لذلك لم تتوقع إطلاقا أن أكون موجودة في الحفل ،
حضرت الحفلة بدعوة من طرف أهل المعرس وبكامل أناقتها ترتدي فستاني الذي ادعت أن المصبغة حرقته،
اقتربت منها دون أن تلاحظني وهمست في أذنها أن فستانها جميل ومضيت عنها .
بعد ذلك لم أشاهدها في الحفل ، كأنّها (فص ملح وذاب ) حتى لم أتواصل معها بعد ذلك.
ليس من أجل الفستان ،بدل الفستان عشرة فساتين ، ولكن القضية قضية مبدأ…
ولم أخبر المرحوم بما فعلته معي هذه الصديقة ، تظل الأسرار بين الصديقات ضرورة .
وكانت قبل فعلتها هذه بسنتين قد سلمتها مبلغا وقدره (..) كي توصلها لصديقتنا الثالثة كونها تقطن في نفس منطقتها،
واتصلت بي نفس الليلة تبكي وأنها ضيعت المبلغ ، ربما وقع منها أو سُرق ، قلت لا تبكين ، سأعوضها بمبلغ آخر
واتضح فيما بعد أنها اشترت ذهبا بنفس قيمة المبلغ الذي استلمته حيث كانت في مجلس وأخبرتهم أن الأساور التي في معصمها قيمتها (..)
ونقلت لي صديقة بما دار في المجلس دون أن تعرف بأنها سرقتني..
إلى هنا انتهى ما فعلته بي ولم أتواصل معها من سنة وأكثر وأحست هي بذلك وشيئًا فشيئًا ابتعدنا …
اليوم زارتني لتقدم واجب العزاء بعد ثلاثة أسابيع، ربما لم تكن تعلم ، فأنا أُحسن الظن دائما…
قمة الوقاحة أنها قبل أن تغادر سألتني عن ساعات المرحوم الثمينة ومسابيحه أو حتى سيارة واحدة من السيارات التي يقتنيها…
وإذا يمكنني أن أتبرع بها لزوجها، هنا تذكرت كلام المرحوم كأنه للتو يهمس بأذني( سيأتي يوم تطلب منك أشيائي الثمينة ، أوصيك بألا تعطيها)…
أعتذر منك يا …..
المرحوم في يومٍ ما ،أوصاني بعدم إعطائكِ أنتِ بالذات، أي شيء من أشيائه الثمينة.
وأنا بعد قضية الفستان والمبلغ الذي اشتريتِ فيه الذهب … هل تدلين طريق الخروج أم أطلب من أحدهم أن يوصلك؟!
خرجت وهي تبتسم ولا كأنها أغضبتني ، عديمة الإحساس والشعور .
لا أُخفيكم أنني ندمت على فعلتي ، ولكن هي من رفعت ضغطي وأنا بهذه النفسية السيئة .
موضوع مميز
يستحق التأمل والتوقف عند كل مشاركة فيه

وتستحق الصداقة والصديق أن يكللا بعطر هذا الطيب الفتان

وفي هذه القصة ما أوجعني كثيرا
مما جعلني أحلق بوجعي في عالم أحداث عايشتها وعاشتها رائعتنا الدكتورة ياسمين

فهنا نموذج لما يسمى بالصديق
يتكرر هذا النموذج مع الأسف مخلفا الألم

ما أجمل ماكتبتِ
ورحم الله عبد الله الخالد

خالص دعائي
والتحيات